الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجروح والازمات النفسية الناجمة عن الكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين والتسونامي

نشر بتاريخ: 09/02/2023 ( آخر تحديث: 09/02/2023 الساعة: 13:11 )

الكاتب: عائد حوشية



تعرف الصدمات النفسية على انها اختبار الذات لاحداث طارئة غير متوقعة تفوق القدرات التكيفية للافراد والجماعات وتفصلهم عن الواقع وتضعهم تحت رحمة الاخرين.
ولعل هذا النوع من الكوارث يعد من اشد انواع الصدمات النفسية واكثرها فتكا بالبنية والمناعة النفسية والاجتماعية لدى الافراد.حيث تضع خبرات الدول والمجتمعات والافراد على المحك بحكم التجربة وامكانيات الرعاية والدعم ، والبنى التحتية التي يكون لها الاثر الواضح في التعاطي والتعامل مع هذا النوع من الازمات الكبرى عابرة حدود التجارب ومقومات التدخل وادارة الازمات...ولعل من نشهده الان شكلين من التدخل مختلفا القدرات والامكانات والاستعدادات....والمقصود هنا الجغرافية التركية حيث الاستقرار والقوة الاقتصادية والتكنولوجية والطبية والدعم الخارجي الذي انهمر بتسارع يفوق سرعة الصوت... وجغرافيا اخرى هي الجغرافية السورية التي انهكتها الحروب الدامية وشلت قدراتها الطبية والاقتصادية والتكنولوجية ايضا منذ ما يزيد عن ١٢ عام.وما شهدناه من دعم متواضع وخجول من قبل مجموعة من الدول الصديقة والحليفة للدولة السورية.....وهذا سينعكس تماما ومباشرة على الحالة النفسية لمتضرري هذه الكارثة من ابناء الدولة السورية مقارنة مع الجارة تركيا.
وعموما وتحت اي ظرف..فالتداعيات والاعراض والازمات النفسية التي ستخلفها هذه الكارثة الطبيعية ستكون متشابهة الى حد بعيد على ضحايا الكارثة من كلا البلدين.
ان ما تخلفه هذه الكارثة من جروح نفسية دائمة وبعيدة المدى على الضحايا من اعراض نفسية قاسية ستصل الى حد المعاناة من امراض نفسية شديدة وكذلك امراض جسدية مرافقة نابعة من حالات الفقدان لاعزاء او الاصابات البالغة وفقدان اماكن السكن وما سينجم عنها من اعاقات نفسية وجسدية واغتراب وتشتت ستشكل تحديا كبيرا وضخما امام صناع القرار والمنشآت المسؤولة عن توفير الخدمات النفسية والاجتماعية والطبية والاقتصادية لهؤلاء الضحايا...وهنا ستحتاج هذه الشريحة المتضررة بشكل ماس وملح الى الاتي :
١.خدمات اسعاف نفسي اولي احترافية متخصصة .
٢.تأمين الاحتياجات الاساسية من مساكن امنة وعلاج طبي ونفسي بالتوازي.
٣. خطوط ساخنة للتعامل مع حالات الهلع والتوتر والخوف التي نجمت عن الكارثة.
٤.تدريب وتأهيل المزيد من اطقم الرعاية النفسية والطبية والاجتماعية المتخصصة.
٥.تضامن ومناصرة واحتضان اجتماعي ومجتمعي متواصل.
مع التمنيات للجرحى بالشفاء العاجل وللمفقودين النجاة والعودة للحياة من جديد.