الخميس: 18/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

أحن إلى أمي

نشر بتاريخ: 20/03/2023 ( آخر تحديث: 20/03/2023 الساعة: 20:01 )

الكاتب:

الأسير مراد ابو الرب


الله يرضى عليك على قد ما أنا مشتاقة ليك .... يرضى عليك من الفرش للعرش ... يرضى عليك بالصبح و الليل ... كل ما غنى الحسون وطل نِجم سهيل ... يرضى عليك بعدد ملايكة السما و قد ما تعبت عليك .

هذه الكلمات كانت آخر الكلمات التي سمعتها من أمي ، في لقائنا الاخير ... فقد مرت خمس سنوات لم أتنور بنور وجهها لأنها مُنعت من زيارتي و بعدها إصابتها بجلطة دماغية أفقدتها النطق و الحركة و شيئاً من الذاكرة .

ومنذ تلك اللحظة وانا أشتاق لأن أسمع صوتها وهي تدعو لي ، واحكي لها عن كل الذي ببالي ... رضاكِ يا ست الغوالي يا مهجة قلبي و روحي .. شو مشتاق لحضنك الدافي و طبطبتك على راسي ... مشتاق لصوتك يطرب آذاني .

كلماتها الأخيرة ما زالت ... كأنها نقشتها على جدران قلبي ... حرفاً حرفاً ... ربما كانت تشعر بأن شيئاً ما سيحدث ... كتبتها على ورقةٍ بيضاء نقية تماماً گقلب أمي ... و علقتها في سقف برشي ... و شرطت كلما نظرت إلى الأعلى أطلب من الله أن يعيد صوتك و حركتك ... أن يأخذ مني و يعطيكي ... أشتاق أن أراكِ حتى لو كان اللقاء من وراء الزجاج ... طيفكِ يا أمي يكون في كل زيارة ... أشعر بكِ ... أحن إلى صوتكِ حتى لو كان همساً ... نَف