الكاتب:
د. محمد عودة
ينتمي الشيخ اجود بن زامل الى فخذ الجبور من قبيلة الخوالد ،قبيلة بدوبة امتد نفوذها من حدود عُمان جنوبًا إلى حُدود البصرة شمالًا، بالإضافة إلى منطقة القصيم ومنطقة الجوف ونجد وغيرها، ولها وجود في عدد من الدول العربية؛ هي: الكويت والبحرين وقطر والإمارات والعراق والأردن وفلسطين ومصر، يتركز تواجدها حاليا في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية .
يُحكى انه وقبل اقامة الكيان الصهيوني بحوالي خمسمائة عام كان هناك شيخ قبيلة يُدعى اجود بن زامل وله عشرة ابناء وقطعان من الاغنام والابل،وفي احد الايام دخل اللصوص الى حظيرته وسرقوا ديكاً،وعندما اكتشفت السرقة استدعى اولاده العشرة وامرهم بان يبحثوا عن الديك، لم يبحث احد منهم عن الديك لانهم اعتبروا انه ليس من شيم المشايغ الخوض في الامور الصغيرة.
بعد شهر عاد اللصوص وسرقوا جملاً هذه المرة ،فطلب الشيخ من اولاده البحث عن الديك،رد كبيرهم ما بك يا شيخ هل جننت ؟نقول لك سرقوا جملاً وتقول ابحثوا عن الديك؟لم يبحث اي منهم لا عن الديك ولا عن الجمل.لم يمضي شهر آخر الا وقد اختطف اللصوص ابنة الشيخ،فذهبوا الى الشيخ يتنافخون ويزبدون فطلب منهم ان يبحثوا عن الديك،قال كبيرهم لقد جن والدنا ،نقول له اختنا ويقول الديك،فرد الشيخ وبحسرة لو كنتم بحثتم عن الديك لما سُرق االجمل ولا كان الصوص قد تجرأو على اختطاف اابنتي.(الموعظة ان اقطع العرق وسَيّح دمة من اليوم الاول).
اما المجتمع الدولي الذي لم يبحث عن ديك مذبحة حيفا التي وقعت يوم 6/3/1937 التي قامت بها عصابات الايتسل وليحي حيث القوا قنبلة في احد اسواق حيفا وراح ضحيتها 18 شهيد و 38 جريح،ولا عن ديك مجزرة القدس التي وقعت يوم 6/12/1937 والتي وقعت في سوق القدس القديمة وراح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى،كما لم يبحث احد من المجتمع الدولي عن ديك مذبحة حيفا الثانية التي وقعت 6/7/1938 حيث فجرت عصابات ليحي والايتسل سيارتين مفخختين في احد اسواق حيفا اسفرت عن 21 شهيد و 52 جريح.
لم يتحرك احد للبحث عن ديك آخر في حيفا حيث فجرت العصابات الصهيونية مرة اخرى سوق حيفا يوم 15/7/1938 راح ضحية التفجير 35 شهيد واكثر من 70 جريح،ان ديوك حيفا المسروقة كثيرة ففي 27/3/1939 فجرت العصابات الصهيونية سوقا آخر في حيفا راح ضحية التفجير 29 شهيد و 27 جريح،لماذا لم يبحث احد عن الديك المسروق في بلد الشيخ عندما خطفت عصابات الهاجاناه 5 مواطنين واعدمتهم بدم بارد.
قال العرب في امثالهم مين فرعنك يا فرعون فقال لم اجد من يردني،فلو ان الانسانية حاسبت ثيودور هيرتزل على ادعائه بان فلسطين ارض الميعاد وهي ارض بلا شعب لشعب بلا ارض لما تعرض الشعب الفلسطيني للاحتلال ،ولو لان العالم حاسب مناحيم بيغن على مذابح عصابته في حيفا والقدس لما اقيم كيان لقيط لمن لفظهم حكام اوروبا ولما اخترعت رواية الشعب اليهودي.
لو ان احدهم حاسب اسحق شامير على الجرائم التي قامت بها عصابات الليحي لما كان الشعب الفلسطيني يدفع من دمه ثمنا للصراعات الداخلية في الكيان اللقيط ، لو ان ضمير الانسانية حي لما ارتُكبت مذابح لا حصر لها بحق الشعب الفلسطيني ،ولو ان الضمير الانساني فاعل لكانت فلسطين حرة تسهم كما كل الدول في امن واستقرار الكون ،لو ان ضمير الانسانية فعال وبنفس المعيار لاصبح اليهود مواطنين صالحين كل في بلده.
لو الضمير الانساني كان حياً لما كان هناك دول استعمارية تبيح استعباد الشعوب ونهب ثرواتها ،كما لو ان الضمير الانساني حي وصاحٍٍ لكان العالم اكثر عدلا وانصافا ولما كان هناك حاجة لمحاكم دولية تصدر قرارات ضد القتلة ولا تستطيع تنفيذها ،لو كان هناك ضمير حي لما كان هناك ابادة للهنود الحمر ولا لقبائل المايا ولا للشعب الفلسطيني.
على العالم ان يصحوا قبل فوات الاوان لان القوى الظلامية الخفية وفي المقدمة النورانيين لن يكتفوا بتخريب الدول العربية بل انهم عبر تخريب القيم والمباديء يسعون لتخريب كل الدول والشعوب لتحقيق سيطرة مطلقة على كل شيء في الكون.