الخميس: 17/07/2025 بتوقيت القدس الشريف

القدس .. وغزة .. وأموال المقاصّـة

نشر بتاريخ: 16/07/2025 ( آخر تحديث: 16/07/2025 الساعة: 14:27 )

الكاتب: أحمد فراج

لعل ما يعني كل فلسطيني في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ شعبنـا هو ما يجري في مدينة القدس ومن يعيش فيها تحت ظل احتلال يسعى بكل طاقاته الى تهجيره منها وتنفيذ عمليات إحلال للمستوطنين، هذا بالإضافة الى أنها قضية "الشعب الأولى"، كانت ولا تزال " وفقاً لما يجري" ، فكافة الانتفاضات سُميت باسمها ، واندلعت الحروب لأجلها ، والآن يرادُ لها أن تُنسى وكأنها لم تكن أم القضايا !.

كيف تُنسـى ! أو كيف يُمكن أن تُعادُ الى واجهة المواجهة ، وهنا أرى أنه ليس ثمة حلول مُطلقة للقضية الفلسطينية من دون إحلال سلام لمدينة السلام ، فالهدوء الذي يعم في البلاد لا يكادُ أن يستمر سوى بضع سنوات لتعود القدس إلى الواجهة، وأما الآن ، وفي خضم المفاوضات لتنفيذ هدنةٍ "مؤقتـة" أو دائـمة في قطاع غزة ، لا بد وأن نرى مفتاح الحل أو " أم الحلول" هي مدينة القدس، بعد أن عبرت حركة حماس عن رغبتها صراحةً في عدم " حُكم شعب غزة" ، وعن رغبتها في إحلال هدنة طويلة الأمـد مع إسرائيل، قد تصل الى 15 عاماً ، وهذا من المُمكن أن يكون قد بدد وهم المعركة الطويلة ، وهذا أيضاً يأتي ليُعيد الأمل لأهالي قطاع غزة بأن ما يُمكن أن يأتي قد يكون في مصلحته – على الرغم من ما يُعانيه يومياً من قتل وتهجير وترويع للأمهات والأطفال – إلا أن حجم المأساة دوماً ستكون مفتاح لفرج قريب ، مُرتبط بما يُمكن أن يحدث من خلال المفاوضات بالإفراج عن أســرى المؤبدات والعمل على إعادة الأمور إلى نصابها بعودة مؤسسات الشرعية الى غزة .

فما يُمكن أن يكون راء " تسمين المستوطنات " في الضفة الغربية وبناء مستوطنات جديدة ، سـوى تحقيق ما يسعى له اليمين المُتطرف في اسرائيل، من أيجاد أمر واقـع جديد ، للبناء عليه مُستقبلاً او أن يبدأ الحل من عنده دون الرجوع عنه ن وهذا يُسمى المكسب الاكبر لدولة المستوطنين ، وعدم اكتراث العرب او المجتمع الدولي وأمريكا كضاغط حقيقي لمنع كل ذلك .

أموال المقاصة

لا يُمكن أن نُعبر عن الاكتفاء الذاتي من دون خلاصنا من الاحتلال الذي يسرق كل شيء ويُدمر كل ما هو قابل للحياة ، فما هو معمول به من عقاب جماعي بعدم تحويل أموال المقاصة هو " عقاب قديم – جديد " ، لتركيع المواطن ، وكي يثور جائعاً على قيادته ، بالرغم من ذلك كله ، لا يُمكن أن نفهم ما يجري من دون الرجوع الى الوراء قليلاً ، عندما جاء الإبتزاز بضرورة وقف صرف الرواتب للأسرى وذوي الشهداء" ، كأنها - أزمة مُتجددة – لا حلول لها ، وبهذا تكون أموال المقاصتة والتي هي حقٌ للشعب الفلسطيني ، مـنةٌ من الاحتلال لتسيير الأمور المالية لدى السلطة الوطنية الفلسطينية ، وهذا نحض افتراء يُراد منه الإساءة لمؤسسات الدولة والموظفين ، واهالي الشهداء وللأسرى ، لذلك لا بد من وضع خطة " وطـنية" لاستنهاض ما يُمكن لتعزيز صمود المواطن للمواجهة الأكبر في مديـنة القدس .

* كاتب وصحافي فلسطيني