السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

ضاق الزمانُ...

نشر بتاريخ: 22/03/2015 ( آخر تحديث: 22/03/2015 الساعة: 10:52 )

الكاتب: سليم النفار



ضاق الزمانُ ...
هنا سليمُ
لم تُشْفني من دائها بلدٌ ,
ولا انفضّتْ هنا من حولنا
حربٌ سمومُ
هو هكذا العمرُ انقضى
وتلبدت ْ في العقل أوهام ٌ ,
وشابَ القلبُ من حزنٍ مُقيمُ
لا رغبة ُ الماضي ,
تواسي جُرحها
في حاضر ٍ مهدورُ
لا حاضر ٌيأتيْ بأحلام الفتى :
وطناً ... وأحباباً ,
على خُسر ٍ , وفي خُسر ٍ تدورُ
وخرافة ٌ ...
تبني على أحلامنا :
ألقاً ... تُعاضدهُ الجسورُ

هل ْ نامَ حارسنا , تُرى ؟
أم ْ أنه ُ في السكرِ مخمورُ ؟؟
والأرضُ يجرفُها خريف ٌ ,
أنتَ فيهِ الآنَ ,
أشتات ٌ , بلا نورٍ تروم ُ
أزهارُنا ذبُلتْ ,
وأحلام ٌ بلا صبحٍ تعوم ُ
والأمُّ ثاكلة ٌ ,
ولا وجدٌ يؤازرها ...
ولا نجم ٌ تراءى ,
من ظلام ٍ اذ ْ يدوم ُ
يا طاقة َ الصوفيِّ دُليني ...
على درب ٍ , تُجافيه ِ الهموم ُ
فأنا على نار ٍ , يُحاصرُها الجنون ُ
في مضجعي
في مسمعي
في معبري
والقولُ متروك ٌ , تُناوشهُ الظنونُ

وطني يُعذبني ... ,
فكم ْ عذَّبتَ أحلاما ً بنا ...؟
وهنا بيارقها ,
على أصداءِ موجٍ ,لا يهونُ
ضاق الزمانُ...
هنا سليمُ
لكنني :
قد قلتُ صبراً , يا معللتي ...
لنا في قادم الأيام تعليلُ :
رومٌ تُحاصرنا ,
وكفّارٌ وأعراب ٌوتضليلُ
وأقولُ يا وحديْ ,
هنا وحديْ ... فهل ْ في القولتأويلُ ؟
وأقولُ يا ... تلكَ التي
لم تصطبرْ في الشرح مشروحا ً
ضاقَ الهواءُ بصدر ها
وتبخّرَ الصمتُ الجليلُ
فتفجّرتْ قولاً , يُعاندني ...
هنا يا سيدي :

الكذبُ غايتنا ,
لنا في بحرهِ ... علمٌ وتهليلُ
وكأنهُ ...
وقعُ الخيول ِ على الخيول ,
ولو مالت ْ...
فانَّ الميلَ تجميلُ
يا ربُّ : حورسُكَ ...
فكم ْ نحتاجُ تدليكاً وتدليلا ؟!
هذا نعيمُ المولى للوالي ,
لكيْ يستأنسَ الكرسيَّ ,
لو طالت ْ مراسيمُ
والناسُ في خبلٍ ,
على خبلٍ , لوالي الأمر تطبيلُ
ضاق الزمانُ ...
هنا سليمُ
وجعي يُعاتبني ,
على وقتٍ , تناثر في المدى
وعلى حنين ٍ ... قد تلاشى ,
في المسافاتِ الطويلةِ واحترقْ

وجعي يُعاتبني ,
على زمن ٍ يُخاتلهُ ...
ويخذلني ,
وكم ْ ناديتهُ ...
في ظلمة ٍ ... طافت ْ على أملي ْ ,
فلمْ يسمعْ , ولمْ يقُمِ
وأنا أحاولُ كظمَ غيظٍ ,
لا يُضاهيهِ الحنقْ
للَّهِ يا وجعي تدابيرٌ بنا
قد خانني تفصيلها
في وردة ٍ
قد غادرتْ صبح الندى
أو نحلة ٍ ...
حطّتْ رحيقها وانتحتْ
والكلُّ مشغول ٌ , بما قال الصدى
والفعلُ ...,
أشغالُ العجائز , في المناحاتِ السُّدى
يا أمَّ أيامي ... ,
و يا رجع المُنى
ضاق الفضاءُ , على هنيهاتي هنا

فلترشدي قلب العليلِ ,
الى اتساعٍ في الرؤى
فأنا الأسيرُ
وأنا القتيلُ
وأنا العليلُ
وأنا الذي صدّقتُ أحلاميْ ,
يُنازعني الصهيلُ
فلتفركي قلبي بحنّاءٍ ,
لها في السحرِ تعجيلُ
ضاق الزمانُ بنا ...,
فهلْ في الوقتِ ترحيلُ ؟؟!
للَّهِ شأن ٌ ... ,
ها هنا فيما اختلقْ
في كلِّ فاصلة ٍ ,
تموجُ على سفح الهوا
أو بين أضلاعِ الورقْ
فهو الذي أعطى البهاءَ لخلقهِ ...
وهو الذي زرعَ السكينةَ ,
في تفاصيل الأرقْ


يا صانع الكون , الكبيرِ بكلّهِ :
قلْ :
كيفَ ننجو من غرقْ ؟
هذي مراكبُ سعينا
من عهد قابيلَ النزقْ
نسعى الى نهرٍ هنا ...
كيْ ترتويْ نفسٌ ,
وينداحُ الحبقْ
لكنها الدنيا ... ,
بأيديهمْ ... وأيدينا ,
تُعاندُ سعينا
في كلِّ تفصيل ٍ ,
ويشتعلُ الغسقْ
ضاق الزمانُ ...
هنا سليمُ
واستعبدَ الثوّارُ ثوّارا ً ,
وحارَ العقلُ ,
وانفجرَ الحليمُ
لكنّها : روحيْ ...,
تُباعدُني عن الموتِ ,
الذي يأتي غلافاً للقدرْ

وتقولُ يا رجلُ : انتبهْ
في سلّةِ الغيماتِ حبّاتُ المطرْ
ستدقُّ قلبك ,لو تباعد موجهُ
ستضيئُ في اظلامهِ
مهما تمادى واستترْ
في دفتر التسجيل أُغنية ٌ ,
به ِ لم تكتملْ
في حائط المرآة عاشقة ٌ ,
هنا تركتْ جديلتها وأثوابَ الخفرْ
فادخلْ عوالمها ,
نسيما ً للأغانيْ,
من أقاصيْ السّحرْ
وامسحْ مواجعها , مواجعكم ...,
وأعلنها حياة ً,
لا تُساومُ ...كالشجرْ
الأرضُ واسعة ٌ,
فما ضاقتْ ,وحاديها البشرْ
فعلى رصيف الحلم ِ ,
أرصفة ٌ بها نُزليْ
وضّاءةٌ بالحبِّ لم تزلِ