الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الهدية ليست واجبا على الرجل لحبيبته

نشر بتاريخ: 30/04/2015 ( آخر تحديث: 01/05/2015 الساعة: 09:14 )

الكاتب: سناء العاجي

كنت أحدث صديقا عزيزا عن منتوج معين، فقال لي بأن مقابل ذلك المنتوج غال، وإنه يفترض أن يكون هدية من زوجي أو من حبيبي. سألته لماذا، فقال: "لأنك تستحقين".

أعرف أنه قال ذلك بكل حسن نية وبإحساس صداقة جميل، لأنه يعتبر بأن رجلا يحب امرأة، عليه أن يقتني لها الهدايا الثمينة.

لكني لا أفهم لماذا يصير ذلك حقا من حقوق المرأة على من يحبها.

طبعا، جميعنا نسعد بالهدايا وخصوصا بهدايا من نحب. لكن لماذا تكون الهدية حقا من حقوق المرأة على الرجل ودليل حب من طرفه؟ لماذا تكون واجبا على الرجل؟

جزء من إشكاليات التنشئة في مجتمعاتنا أننا نربي البنت على أساس أن كل أحلامها ستحقق بعد الزواج أو حين سيحبها رجل، ومن الأفضل أن يكون غنيا: الأسفار والهدايا والبيت الجميل والسيارة... لا ننشئها على إلزامية أن تدرس وتشتغل بدورها لكي تكون مستقلة. إن جاءتها هدية من تحب، فستسعد بها؛ وإن لم تأتِ، فسيكون بإمكانها أن توفر لنفسها جزءا مهما مما ترغب فيه. لا ننشئ البنت على أهمية أن تكون مع رجل يحس بها وتحس به؛ بل على أهمية البحث عن رجل غني يوفر لها ما تشاء.

لا أريد أن أذهب إلى حد تقسيم المصاريف بين الرجل والمرأة: من يشتري ماذا؟ لكني أعتبر أن الأمر لا يجب أن يكون بالبديهية التي نتصوره عليها. هناك علاقات تكون فيها للمرأة مداخيل أكبر، وهناك علاقات يتساوى فيها المستوى المادي للشريكين، وهناك أخرى كثيرة في مجتمعاتنا يكون الرجل فعلا هو المعيل الوحيد لزوجته أو حبيبته. ليست هناك قواعد في العلاقات العاطفية. لذلك فلا يجب أن تكون هناك قواعد إلزامية في الهدايا وفي المعاملات عموما. الأساسي بالنسبة لي أن لا تنبني العلاقة على طمع طرف في طرف آخر. أن تكون الهدية الجميلة عفوية. أن تكون مبادرة حلوة من طرفٍ لإسعاد الطرف الآخر، لا حقا للمرأة على الرجل.