الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

رفرفْ يا علم

نشر بتاريخ: 17/09/2015 ( آخر تحديث: 17/09/2015 الساعة: 15:55 )

الكاتب: صادق الخضور

رفع العلم ففي الأمم حدث يجب ألا يكون عرضة للتضخيم، حقيقة ماثلة، لكن في الوقت ذاته جب ألا يكون عرضة للتقزيم، فللحدث دلالاته، ومخطئ من يقول غير ذلك.

فرفرءّ يا علم، أسوة بأعلام بقيّة الأمم، ومع كل نسمة ريح ذكرّنا بشهداء لطالما سعوا لرؤيتك خفاقّا فوق كل القمم.
يا علما اقترن بشهداء وبأسرى وبجرحى وبنضالات، جعلت كل محطّة جسرا لما هو آت، اخفقْ وتعملق، وابعث فينا مزيدا من الإصرار على مواصلة البناء.
فيك الأبيض: طهرٌ ونقاء، رمز لصفاء قلوبنا التي ما خفقت سوى على وقع هواك يا وطن.
وفيك الأحمر: رمز لدماء خضبّت ثرى الأرض، وبرهنت أنّا عازمون على تخطّي كل المحن.
وقد يبدو الأسود حدادا على تأخّر يوم يكون فيه العلم مرفرفا فوق كل ركن من أركان الوطن.
أما الأخضر، فالخصب دلالته، هنا يورق زهر العطاء، وتتفتح أزاهير الكبرياء على مرّ الزمن.
كثيرة هي دلالات العلم إذ يرفرف هناك وهنا، تتداخل الأزمنة والأمكنة، وتبقى الراية خفاقّة حاملة معها ملامح الإشراقة، باثّة فينا مزيدا من الإصرار على الانطلاقة.

مع رفع العلم في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، وقبل رفعه، تكتسي الآمال حلّة زاهية من التطلعات بغد مشرق وضّاء، والرهان دوما على بقاء الوفاء، فلا زال الدرب واضحا، والمسيرة متواصلة، والحضور الفلسطيني يتعاظم وهو الكبير أصلا في حدّه الأدنى.
من فلسطين ولفلسطين وعن فلسطين ومن أجلها:
من فلسطين تنطلق الأماني، وتبدأ نسائم الإصرار بتحريك العلم ليرفرف يمنة ويسارا، ولها كل الحبّ ما دمنا عازمين على استثمار كل لحظة لنراكم الانتصار، وعنها يطيب الحديث وقد بات علمها مغروسا في ثنايا الطموح، ومن أجلها يهون كل صعب، كيف لا وقد ركب أحرارها كل صعب، ورسموا على مدار عقود من عمر الزمن لوحة براقّة بألوان العلم؟!

رفرف يا علمي واخفق، وواصل حضورك، ومع كل رفرفة قل للدنيا أإن علمنا جدير بالتواجد دوما في قلب الحدث، بعد أن سكن حدث رفعه القلب.
واصل حضورك السلس الرائع في كل ركن من أركان المعمورة، واصنع لنا فسحة من أمل لمّا يزل دافقا، ورفرف هناك في أروقة هيئة الأمم جنبا إلى جنب مع رفرفتك في سوسيا وكفر قدوم والنبي صالح، وفي كل المطارح، طامحون للحياة نحن، باثقن هنا، صامدون، ولن نبارح.
رقّة العصافير نحن إن عشقنا، ونحن مثال للتسامح، لكننا متى ما جدّ الجدّ عنفوان الأرض نستحضره، ليغدو العصفور نسرا طامحا لكن ليس بجارح.