الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

تُذهلُني سذاجتها في العتمة

نشر بتاريخ: 30/11/2015 ( آخر تحديث: 30/11/2015 الساعة: 17:31 )

الكاتب: عطا الله شاهين

أنذهلُ حينما أراها تقفُ قُربَ النّافذة وتتساءلُ بسذاجةٍ كيف يبدو الحُبُّ في العتمة؟ فأردُّ عليها بغضبٍ هادئ ماذا تتوقّعين مِنَ الحُبِّ حينما يتأجّجُ في قلوبِ العاشقين؟ فالهوى لا ينامُ في العتمة.. فتقتربُ صوبي وتسألُ وهلْ يجنُّ الهمسُ حينما نشعلُ الحُبَّ سوية في هدوءٍ صاخب؟ .. أسكتُ لبرهةٍ وأقولُ لها يا لك مِنْ ساذجةٍ مُذهلة .. فأنتِ تبدين أحيانا هبلة، لكنَّكِ تهزمينني بهمساتكِ كُلّ ليلة..
فأدنو منها وأقولُ لها : ما أجملكِ حينما تتواقحين في إيقاظِ الجوى، فلحظتها تغيبُ عنكِ السَّذاجة، وتبدين ساحرةً في الهمسِ المجنون في عتمةٍ هادئةٍ لا يعكّرُ صفو هدوءها سوى كلماتكِ الصَّاخبة..
فتقتربُ مني حينما تشتدُّ الظُّلمة حلكةً، وتهمسُ أتدري أنَّ الوَلَه رائعٌ في جوٍّ مشحونٍ بالهدوء، وتقولُ بصوتٍ خافتٍ وناعم : ما أروع الجوّ المليء بهمسِ العاشقين..
فتلك المرأة تذهلني سذاجتها في عتمةٍ هادئة، مع أنَّها تتظاهر بالسَّذاجة أحيانا، هلْ لأنها تخجلُ في الظُّلمة؟ أم لأنَّها لا تستطيعُ مقاومةَ جُنونَ الحُبِّ حينما يضطربُ قلبُها مِنْ كثرةِ الهمسات.