نشر بتاريخ: 13/12/2015 ( آخر تحديث: 13/12/2015 الساعة: 14:20 )
الكاتب: عطا الله شاهين
اشتاقُ بجنونٍ لسنواتٍ مضتْ
لأنّني أحِنُّ لحُبِّ فتاةِ الجبَل
أُعجبتُ بجَمَالِها ذاتَ صباحٍ
حينما رأيتها تبذرُ القمحَ في الحقلِ
شاهدتُها تلبسُ الثّيابَ باحتشامٍ
وعندما رأتني أصابَها الوجلِ
حدّقتني بعينيْها السّاحرتيْن
وفيهما شاهدتُ روحَ الأمَل
فتاةٌ أحبَّتْ الفِلاحةَ مُنذُ الصّغر
ولمْ تعرفْ أرضُها أي مَحْل
فحينما رأتني كُنْتُ عطِشاً ومُتعباً
فسقتني الماءَ البارِد مِنَ القلل
جلستُ عندها للحظاتٍ قليلة
وغفوتُ بقُربها بكُلِّ خَجَل
وقعتُ في حُبّها ذات صباحٍ
لكنّها أحبتني بلا أيّ وصل
فتاةٌ أحبَّتْ الأرضَ بجنونٍ
كانتْ تقولُ لي: أينَ الملل؟
تخجلُ فتيات اليوم مِنَ الفِلاحةِ
لأنّهنَ يتذمّرن مِنْ لبسِ السَّمَل
فتلك الفتاة كانتْ تفلحُ بتعبٍ
وهي لمْ تَعْرِفْ في حياتِها أيّ كسل
أذكرُ أنّني عُدْتُ مِنْ عندها معافىً
لأنّني أصبحتُ نشيطاً بلا أيّ مصل
كانتْ تُحِبُّ زراعةَ كُلّ شيء
كالبقولِ والخُضار والقمح بلا كلل
ففتياتنا لا يستحممن إلّا في البانيو
لكنّ فتاتي كانتْ تغتسلُ مِنَ السّطل
فتياتُ اليوم يقتلهنَ كُثرة الدَّلع
أمَّا فتاتي فلمْ تَمْلِلْ مِنْ حُبِّها للعمل