الثلاثاء: 07/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

على ذاك الجسرِ طفلته ترتعبُ مِنْ عيونِهم فقطْ

نشر بتاريخ: 15/12/2015 ( آخر تحديث: 15/12/2015 الساعة: 16:26 )

الكاتب: عطا الله شاهين

تكره طفلته عبور ذاك الجسر، فمقابله يتمركزُ جنود مرعوبين على حاجزٍ مقيتٍ، وحين تسيرُ عليه يشيرون إليها من بعيدٍ برفعِ المريول، حينما تكون ذاهبة إلى المدرسةِ في كلِّ صباحٍ.. 

تعودُ طفلته باكية من المدرسة وتدمع وتقول لأبيها: في كل صباحٍ أشعرُ بمهانةٍ حينما يأمرني أُولئك الجنود على كشفِ جسدي أمام المارّة .. يحاولُ تهدأتها ويقولُ لها لا طريق سوى هذا الجسر للوصولِ إلى المدرسة، وعليكِ التعلّم، لأنَّ التّعليم آخر ما تبقى لنا هنا.. 

تجلسُ بجانبه وتبدأ بالبكاء، وتقول: لكن أنا يا أبي أرتعبُ من نظراتِ أولئك الجنود حينما أمرُّ بالقربِ منهم .. 

يحاول والدها في كلِّ صباح تهدأتها قبل ذهابها إلى مدرستها البعيدة، مع أنها تقول له قبل المغادرة أنا ارتعب فقط على ذاك الجسر من عيونِ الجنود الغاضبة، التي تريدُ افتراسي، لكنني أصمدُ بكلِّ قواي حتى أبتعدَ عنهم وحين أصل إلى المدرسة أشعر وكأنَّ تلك العيون تلاحقني..