الجمعة: 03/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

اعوِجاج

نشر بتاريخ: 18/03/2016 ( آخر تحديث: 18/03/2016 الساعة: 13:42 )

الكاتب: حسين حلمي شاكر

الشخص الذي تولى المسؤولية، كان يستخف بعقول ممَنْ في رعايته، لم يعر أحداً منهم أي اهتمام، ولم يكترث من أمرِ ما قد يحدث، وصار يضيق عليه المكان، أحس أنه بدأ يفقد الأمان وبأنه في عيونِ البعض فاقد للأهلية، واتهمه البعض أيضاً بعدم الوفاء والبعض بالخيانة، فقرر أن يبحث عن حكمة وعن مصدر وفاء.

دخل في نقاش مع نفسه ورأى أن يسأل كلباً في الجوار، وقال: لن أذهب بخفي حنين، فحمل عظمة وقبل أن ينبح الكلب رمى بها ولم يعر للضيفِ أي اهتمام فمضى.

قال بأن ذلك الكلب مهجن ولن يعطي بأسراره لغير صاحبه، وقرر اللقاء بواحدٍ لا صاحب له، انتظر قريبًا من الحاوية فاحتار بأيهما وخاف من جوعهما، هرب وقرر أن يذهب إلى الغابة للقاء ضال لا يعرف البشر.

التقته ثلة من الكلاب واصطحبته إلى زعيمها الكلب، نبحت فهز لها ذيله فدخل الرجل.

قال له سيد الكلاب: تفضل بالنباح.

سكت الرجل وهو لا يعرف من أين يبدأ، وخاف بأن يحمل في صوته عواء، هز كبير الكلاب ذيله دون استقامة وقبل أن يتحرك الذين يحيطونه نَبَح الرجل.

قرر كبيرهم بأن يستضيف الرجل لعدة أيام، على أن يتم إعادة صقله وتأهيله، تهجن وعاد ينبح وقرر بأن لا يستقيم بسياسة وصار مثل ذنب الكلب.