الثلاثاء: 07/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

عباس بملعب حماس !!

نشر بتاريخ: 30/10/2016 ( آخر تحديث: 30/10/2016 الساعة: 16:49 )

الكاتب: محمد اللحام

لم تكن يوماً القضية الفلسطينية بمعزل عن التداعيات والتدخلات الاقليمية وحتى الدولية التي كان لها اكبر الاثر على مسيرة الحركة الوطنية الفلسطينية وتطورات القضية.
تعيش الساحة الفلسطينية ظروفا تؤشر لمخاضات جديدة وفق التداعيات والمتغيرات الداخلية والإقليمية ترجمت اخيرا بمحاولة الحراك في ملاعب جديدة وبوافدين جدد على ساحة المكانة والدور.
زيارة الرئيس عباس الاخيرة لكل من تركيا وقطر لم تكن كباقي الزيارات من جهة التوقيت والظروف المحيطة وهي المعول عليها ان يكون لها مخرجات قد لا تظهر سريعا بداعي الظرف التركي الداخلي، وكذلك تزامن زيارة الرئيس عباس لقطر مع وفاة جد الامير والانشغال بهذا الامر دون التقليل من الاجتماع الذي جمع الرئيس عباس برئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل ونائبه اسماعيل هنية.
الخطوة التي ظهرت انها جاءت على عجل لطرق ابواب كانت تعد مستبعدة بالنسبة للرئيس لقربها لحركة حماس وهي بمثابة مرجعية لها وللحركة الام الاخوان المسلمين حيث تعتبر انقرة والدوحة هي عواصم القرار الاخواني بعد سقوط القاهرة "عزل مرسي وملاحقة الاخوان".
وبالتالي كانت خطوة الرئيس عباس تحمل في طياتها الجراءة والمقامرة في التقرب لهذا المحور او التعويل عليه في المساعدة لترتيب البيت الفلسطيني وخاصة ملف المصالحة مع حماس التي رشح من حولها امكانية التقارب مع النائب المفصول من فتح محمد دحلان نكاية في حركة فتح وطمعا بمساعدة الدحلان لحماس في التقارب مع النظام السياسي في مصر والإمارات تحديدا لعلاقة دحلان القوية مع هذا المحور والمصالح المصرية الاماراتية المشتركة.
من الواضح ان الرئيس قدم للأتراك وللقطرين هذه الرؤية التي تتعارض تماما مع مصالح وتوجهات تركيا وقطر المختلفتان حد القطيعة مع مصر والإمارات وبالتالي من المنطق ان تقف تركيا وقطر في وجه حماس او توجهاتها للتقارب مع الدحلان.
وبما ان السياسة مصالح اكثر من كونها شيء اخر ولا ثابت فيها فان الرئيس عباس يحاول تغير قواعد اللعبة والتواجد والحراك في ملاعب حماس ضمن قواعد كرة القدم "افضل وسيلة للدفاع هي الهجوم " في ملعب جاهز لتلقف هذا التوجه ووفق مصالحه ايضا.
ولا شك ان هنالك جملة من الامور دفعت الرئيس للدخول لهذا الملعب الذي تمتلك فيه حماس الافضلية مما يرشحها ايضا للكسب.
فالى أي حد سينجح الرئيس بخلق توازن مع هذا المحور دون خسارة المحور التاريخي وعلى رأسه السعودية ومصر والأردن؟ والى أي حد ستكون انقرة والدوحة على درجة من الحيادية والتجرد في خلق مصالحة تحقق المصلحة الفلسطينية على حساب مصالح اخرى؟ اسئلة مفتوحة قد تجيب عليها مخاضات متسارعة قد نعايشها قريبا.
ما يقوم به الرئيس عباس قد يعيدنا لما قام به الرئيس الراحل ياسر عرفات عندما فاجئ الجميع بخروجه من طرابلس للقاهرة المقاطعة عام 1983 وكذلك عقده للمجلس الوطني الفلسطيني عام 1984 في عمان التي كان معها في قطيعة.
وكانت عمان والقاهرة ابعد العواصم عن عرفات في حينه إلا ان المتغيرات الاقليمية والتحالفات "سوريا وليبيا " ضد المنظمة والصراع الفلسطيني الداخلي دفع ابو عمار لملاعب غير متوقعة.