الإثنين: 06/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

خيارات قطر بعد العديد الامريكية

نشر بتاريخ: 08/06/2017 ( آخر تحديث: 08/06/2017 الساعة: 09:46 )

الكاتب: تمارا حداد

تعاني الآن قطر حصارا من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر والحبل على الجرار من قبل الدول العربية التي توافق الموقف السعودي بقطع العلاقات مع قطر وجاءت هذه القرارات بعد الزيارة المعهودة من قبل ترامب لتشكيل الحلف السني وبداية الحرب على الارهاب من الرياض والتي كان من نتاجها ردع الدول الراعية للجماعات الارهابية حسب تعريف ترامب وإشارة الزعماء العرب له الى ان قطر هي الراعية للإرهاب، وكان شرط السعودية لإرجاع العلاقات مع قطر بطرد اعضاء حماس وجماعة الاخوان المسلمين وهناك موافقة مبدأية على ذلك، فمصلحتها الاقتصادية تبقى هي اولى اولوياتها.
ولكن بعد قطع هذه العلاقات هل ستبقى وحيدة؟ وبعد ازالة قاعدة العديد الاميركية هل ستذوب قطر؟ صحيح ان اميركا دولة عظمى ولكن هناك دول توازيها، ازالة القاعدة الاميركية هي لصالح الدول الاخرى والتي لها مطامع بإرجاع العهد القديم بإرساء الوصايا الانتدابية كبريطانيا وفرنسا.
قطر تحتل المرتبة الثالثة من حيث المخزون الاحتياطي للغاز الطبيعي بعد روسيا وأميركا، بريطانيا ستتخذ تؤجج العلاقات القطرية الاميركية فرصة ذهبية لإرساء قواعد قاعدة بريطانية حتى يسنح لها المجال السيطرة على المداخل الاقتصادية والبحرية وستزيد نفوذها الاقتصادي والأمني في منطقة الشرق الاوسط ، كون بريطانيا تبحث عن غاز آخر بدل الغاز الروسي في اوروبا.
الخيار الآخر لقطر هو فرنسا، اظهر الرئيس الفرنسي المنتخب " ماكرون "بأنه يأمل بتوسيع نفوذه الاوروبي في منطقة الشرق الاوسط، وماكرون على خلاف الان مع ترامب نتيجة العلاقات الاقتصادية في حلف الناتو الاوروبي، فرنسا ستستغل الوضع المتأزم في قطر لصالحها.
الخيار الثالث لقطر هو تركيا بالرغم ان تركيا ليست دولة عظمى ولكنها على علاقات اقتصادية وسياسية قوية من قطر وأيضا هدف تركيا من قطر ارساء قواعد تركية في قطر وها هي الان تنشر القوات التركية داخل قاعدة تركية في قطر وهذا التحرك داعما لقطر التي تواجه عزلة دبلوماسية وتجارية.
الخيار الرابع هو ايران والعلاقات بينها وبين قطر وطيدة منذ عشرات السنوات، والدليل ان الحرس الثوري متواجد الان داخل قصر الامير القطري تميم بن حمد آل ثاني لحمايته وجاءت هذه القوات تحت غطاء تدريبات مشتركة هذا جاء في سياق اتفاقية التعاون الامني بين ايران وقطر التي وقعت عام 2015 .
روسيا لن تتدخل في الشؤون القطرية كون روسيا لها موقف مستفيد من الحصار كون الغاز القطري المنافس الوحيد للغاز الروسي في اوروبا.
هذه الحرب هي حرب الغاز المسال وحرب من سيتسابق على تسويق الغاز.