الأربعاء: 09/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

أفريقيا تحديات جسام وحلول عالقة

نشر بتاريخ: 11/06/2017 ( آخر تحديث: 11/06/2017 الساعة: 21:33 )

الكاتب: موسى ازرق

المتابع عن كثب لمجريات الأحداث في القارة الافريقية يلحظ بشكل كبير أن ثمة تحديات تفرض نفسها منذ فترة تكاد تطول لسنوات وعجزت جل القيادات في القارة عن التثبت في إيجاد حلول لها أوحتى دراسة جدوى مستنيرة لوضع القارة أمام سكة سير واضحة المعالم لخروجها من ضبابية الضلام الذي يخيم عليها.
في الواقع لايمكن تفسير الأحداث الجارية بأنها عامة وتشترك فيها جميع دول افريقيا بقدر مايمكن تأويلها بشكل فردي ولكن ثمة قضايا لاتزال مشتركة مهما اختلفت عليها وجهات النظر فإنها تظل كذلك طالما أصبحت افريقياتجتمع تحت كيان موحد (الاتحاد الافريقي).
القضايا الأمنية والعسكرية أعتقد أنها الأولى التي يجمع عليها قادة القارة وهذا بحد ذاته قد يفسر بوجهتين:
الأولى: هي التخوف من الاستيلاء على مقاليد الحكم سيما وأن غالبية الرؤساء في افريقيا يضعون احتياطات كبيرة للبقاء على مقاعد الرئاسة لفترات طويلة دون مراعات للدساتير ونظم الحكم.
والثانية:هي التخوف من الاستيلاء على مصادر الدخل ومسيرات الدول وهذا بحد ذاته يشكل تهديدا كبيرا بسقوط الأنظمة.ثم الحفاظ على الأمن العام والخوف من التهجير وحماية السكان هذا أخيرا.
مجريات أخرى تكاد تكون الأكثر تحديا هي مكافحة الجوع والفقر والمرض واللجوء والتشرد وقضايا التعليم والبطالة والشباب والمرأة المواضيع التي تكون حاضرة في كل قمة دورية واستثنائية لزعماء الدول وقادة الاتحاد لكن لم تجد حلولا واقعية أوملموسة وتزداد بشكل مضطرد .فماهي الأسباب والتداعيات؟،نسب الفقر في ازدياد رغم ارتفاع معدلات الانتاج .والبطالة والتشرد ليست أقل شأنا، ناهيك عن الأمراض والأوبئة الفتاكة التي تودي بحياة الألاف وتظهر باستمرار.
منظومة الاتحاد الافريقي لايمكن إنكار جهودها نهائيا وفي نفس الوقت لايمكن الاستسلام لانجازاتها بشكل مطلق لأنها في الأصل غير كاملة ومبتورة وهذا بحسب رأيي يعود لسببين أيضا.
اﻷول : عدم استقلالية الاتحاد نفسه وتدخلات أروبا والأمم المتحدة في المشروعات التي يضعها وفرض الرقابة عليها لأنها بالأساس تعود بمصالح للجهتين ولايمكن التنازل عنها.
والسبب الثاني: عدم توفر الوقت الكافي لرؤساء الاتحاد الافريقي في الفترات الدورية التي تقتصر على عام واحد فقط حيث لايمكن أن تسمح هذه الفترة بوضع النقاط على الحروف برغم فنية رئاسة الاتحاد ووجود جهة تنفيذية وهي مفوضية الاتحاد التي فترة ولايتها أربعة أعوام لكنها تظل تضع مشروعاتها تحت رقابة خارجية أيضا وما تلبث على تنفيذها حتى تتراكم عليها مشروعات جديدة وهكذا باستمرار.
في القمة الأخيرة للاتحاد الافريقي المنعقدة بأديس أبابا سلم الرئيس ديبي رئاسة الاتحاد بعد انتهاء فترته للرئيس الغيني ألفا كوندي وسلمت دلاميني زوما رئاسة مفوضية الاتحاد لوزير خارجية تشاد سابقا موسى فكي بعد انتخابات حاسمة وبدأت بذلك خطوة جديدة للاتحاد بوضع نفس المشاريع والتحديات وإن اختلفت فليس كثيرا !
فهل سينجح هذه المرة في تفعيل مشاريعه أم ستكون النتيجة على غرار سابقاتها..لعل السنوات المقبلة تكون كفيلة بالإجابة على هذا التساؤل!!