الإثنين: 06/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

خطاب "بنس" امام الكنيست وجه استعماري جديد

نشر بتاريخ: 24/01/2018 ( آخر تحديث: 24/01/2018 الساعة: 17:08 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

نقول بصراحة عالية مع انفسنا، اننا في ورطة تاريخية وازمات تتشكل بصورة لا يمكن وقفها الا بخطوط عريضة وخطط مبنية على حسن الفهم والاختيار ودروس التاريخ، ربما لم يكن في مقدورنا لكرهه او لمقاطعته او لاننا لم نعد نثق بهم ابدا وخاصة في هذه المرحلة، لم يحن لنا الوقت الكافي لسماع خطاب نائب الرئيس الامريكي بصورة صحيحة، وبمنهجية المصالح والتحليل العميق.
ولكن في قراءة سريعة للاعلام الصهيوني وما تبعه ذلك من ردود على الخطاب وحتى من اصحاب الخط التفاوضي فان الخطاب كان ابشع انحياز لاسرائيل منذ عشرات السنين، فقد مررنا من قبل بصعوبة في عهد عائلة بوش الاب والابن وما جرى لوضعنا الفلسطيني واغتيال ياسر عرفات بضوء امريكي وسقوط المنظومة التي بنيت في خلال التسعينيات عقب اوسلو، فان المرحلة اليوم في عهد ترامب هي الاسوا علينا اذا ما بقينا كما نحن، ولذلك علينا معالجة الامر بهدوء في اقتناص الفرص.
فقد خرجت تصريحات الصهاينة المرحبة الى درجة عالية جدا بالخطاب وهو ما اسس بوضوح لعلاقة دينية قديمة متجددة بين النظام الحاكم في اسرائيل والنظام الامريكي، حتى ان الاسرائيليين ذهبوا للكنيس للصلاة شكرا لربهم على ما جاء فيه، وقد تضمن الخطاب ايديولوجية عميقة كان الاسرائيليين ينتظروها منذ وقت بعيد.
الصحافة الاسرائيلية جمعاء اتفقت على ان الخطاب ممتاز وفي مصلحة اسرائيل، وبعض الصحافة انتقدته من شدة كراهيته للفلسطينيين واحباط حقوقهم، وبالتالي، كان وقع الخطاب مشوها الى درجة لم يسبق لها مثيل، ووصل الامر الى بعض السياسيين الاسرائيليين الى انتقاده من شدة ميوله لاسرائيل وتقويض كل الاسس التي جرى التفاوض عليها في المرحلة السابقة.
لذلك على الفلسطينيين الاستعداد تماما لما هو اخطر خلال الشهور القادمة والمؤشرات التي ربما ستكون قاسية جدا في ضوء قبول من البعض العربي لما يطرحه الامريكان والاسرائيليين لان القضية الفلسطينية كانت محط مؤامرات عربية واقليمية اكثر من كونها اخفاقات بسبب الاحتلال واعوانه، فالتحولات العربية في منظومات الحكم وفي عدم القبول الشعبي، اثر بعض الحكام على حرق كل شىء في سبيل بقاءه في الحكم وبالتالي ادى ذلك ولو جزئيا الى تعرية الموقف العربي تجاه اسرائيل.
المشجع الوحيد في الامر كله هو موقف الشعوب العربية والشعب الفلسطيني خاصة، ولكن يجب التعامل مع الاخير بسياسات مقبولة من الصمود وتقبل بواقع يستطيع مواجهة التحديات من خلال خطة وطنية جامعة تهدف الى حماية الاقليم الفلسطيني والشعب واستمرار التحالفات الشعبية عبر العالم كله.
فاضراب يوم امس ابان جزء كبير من الاخفاق الفلسطيني الذي يحتاج الى علاج سريع ومتطور.