الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

معرض فلسطين الدولي للكتاب نافذة جديدة

نشر بتاريخ: 09/05/2018 ( آخر تحديث: 09/05/2018 الساعة: 10:57 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

لقد سمح لنا بعض الوقت لزيارة معرض فلسطين الدولي للكتاب، وهو عمل وفعالية كبيرة تستحق الاحترام، وتحتاج كل الدعم، بموازاة ذلك على القائمين بهذا العمل والمشرفين عليه ان يتسع صدرهم الى مزيد من الانجازات في هذا المجال، ومنها ان يتم تخفيض اسعار الكتب الى حدود يستطيع القارىء الفلسطيني ان يتملك الكتب، هناك تشكيلة كبيرة من الكتب المهمة والتي تقرا بكل شجاعة، لكن يلزم ان يتم العمل على متابعة خفض مشتريات مواد الطباعة، حيث كان لي تجربة سيئة في الطباعة من ناحية التكلفة، ومن ناحية التسويق، والذي ادى الى خفض القيمة الشرائية والطلب عليها.
ان الشعوب القارئة هي الشعوب التي تضع بصماتها على التاريخ والزمان الذي تعيشه، وبالمقابل يجب ان يكون هناك حملات موازية ضد مثلا قانون الجرائم الالكترونية ليتسع المجال الفضائي عبر الانترنت لنشر الفكر الذي يكتب وان يكون هناك مجال للانتقاد البناء، وهو مجال متسع في حياتنا في ظل المخالفات التي تتعرض لها منظومتنا الحياتية وعلى كافة المجالات.
وان اختيار ان يكون القصر المفترض مكتبة وطنية لهو اختيار جيد، على الرغم من كونه كان يمكن ان يكون كلية او غيرها، ولكن يجب ان تكون ابواب المكتبة مفتوحة دوما وبلا قيود حتى يتشجع اصحاب الراي والفكر والطلاب والباحثين في زيارتها، فهو سيكون صرح علمي كبير في طريق احترام المثقف والاديب والكاتب والشاعر وصاحب العلم، كما ليس هو الساري في مؤسساتنا التي لا تراعي في بعض منها افكار ومستوى العلماء وفكرهم.
وعلى الرغم من التواضع في الاقبال ربما خلال زيارتي الا انها تحتاج الى عملية اعلامية كبيرة، ويجب ان يرافقها تعزيز في ثقة الناس في القراءة وان يتم تبني استراتيجية تمتد الى ما يزيد عن عشرة سنوات لاعادة الثورة الثقافية الى عهدها الاول ودعم الباحثين والكتاب وحمايتهم من المسائلات التي تخرج عن نطاق حرية الراي والتعبير وفرض الحماية الدستورية لها من جديد وبمفهوم جديد، وان تكون وزارة الثقافة مؤسسة مستقلة وليس وزارة لان الوزارة تكون مقيدة ببرامج حكومية محل انتقاد الكثير، حيث ان الكاتب ينهل مادته الثقافية من الواقع المعاش سواء بالانتقاد الايجابي او السلبي.
ولقد لفت انتباهي مشاركات رائعة من دور نشر كبيرة على الرغم من اجراءات الاحتلال الصعبة والتي فرضت صعوبة المشاركة خصوصا من الدول العربية والدولية المتضامنة مع حقوق شعبنا الفلسطيني. وعلية يلزم ان تكون نقطة البداية وليس محطة وقوف او فعالية وتنتهي، وارجو مثلا ان يتم تكرار العمل في نابلس لان الشريحة المثقفة من القراء ربما تكون هناك اوسع.