الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

آسف لإعلامكم بأننا تحت الإحتلال!!

نشر بتاريخ: 13/01/2019 ( آخر تحديث: 13/01/2019 الساعة: 10:54 )

الكاتب: رامي مهداوي

اقتحام مدينة رام الله والبيرة من قبل جيش الإحتلال في الآونة الأخيرة أصبح متزايد وبشكل يومي، وربما المشهد ذكرنا في مشاهد الإنتفاضة الثانية، الغريب في الأمر وضمن متابعتي لوسائل التواصل الإجتماعي بأن نسبة عالية تعاطت مع الإقتحام بأنه كارثة ولا يتقبلها العقل وغير مقتنعين بأن الجيش في أهم شوارع "سيادية" برام الله والبيرة!!
بالتأكيد المشهد مؤلم، لكن هذا المشهد لا يقل أهمية من مشاهد يومية تحدث في كافة أرجاء المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية من اقتحامات لجيش الإحتلال أو/و إرهاب المستوطنين وعربدتهم في شوارعنا الرئيسية التي أصبحنا نخشى السير عليها وقاية من اعتداءاتهم!!
وهنا قد يكون الإستغراب_ عند البعض_ نابع من زاوية أن هذه الشوارع تتمركز بها المؤسسات السيادية؟! لكنهم تناسوا بأننا مازلنا خاضعين _بكل ما تحمله كلمة "خضوع" من معنى_ تحت سيطرة الإحتلال الإسرائيلي، وهذا ما يقوله بشكل دائم وبوضوح أهم شخص في هرم السيادة الرئيس محمود عباس بالعديد من اللقاءات الإعلامية والإجتماعات أشهرها عندما رفع تصريح سفره الذي يسمح له بالتنقل أمام عدسات الكاميرات وعلى الهواء مباشرة.
تناسوا أيضاً بأن أغلب المؤسسات تتعرض لإقتحامات من قبل جيش الإحتلال شبه يومية من مدرسة، مستشفى، محطات اعلامية، مؤسسات اقتصادية، مؤسسات أهلية، بلديات ومجالس قروية حتى دور العبادة أيضاً لم تسلم منهم، بالتالي مفهوم السيادة لا يختلف بين المؤسسات الحكومية والهيئات ومكاتبهم المنتشرة في محافظات الوطن.
آسف لإعلامكم بأننا مازلنا تحت الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية؛ وحتى قطاع غزة عبارة عن سجن مفتاحه بيد الإحتلال، آسف لإزعاج من استغرب بأن الجيش في رام الله بقولي له أن قوات الإحتلال بشكل يومي في قرية كوبر التي تبتعد عن رام الله أقل من 10 كم ويتم محاصرتها بشكل متكرر!!
أعتذر عن هذه المعلومة لكل من لم يخرج من فضاء رام الله ويتنقل بين المدن الفلسطينية؛ التي تقول بأن 700 الف مستوطن مسلح منتشرين بين بيوتنا، طرقنا أصبحت تهديد على حياتنا، وما تعرض له موكب دولة رئيس الوزراء د.رامي الحمدالله فجر يوم عيد الميلاد المجيد من هجوم من قبل المستوطنين في ذات الموقع للإعتداء الإرهابي على المواطنة عائشة الرابي في تشرين أول الماضي، عندما هاجمت قطعان المستوطنين بالحجارة السيارة التي كانت تقلها مما أدى الى استشهادها على الفور؛ يبرهن بأننا جميعاً من مسؤول ومواطن أمام فوهة سلاح المُستعمرين.
لا سيادة في ظل الإحتلال بالتالي لا يوجد إحتلال جزئي هنا وهناك، جميع شوارعنا تنتهك جميع مؤسساتنا تنتهك أرضنا واحدة ولا معنى لما يعرف( أ) و (ب) و (ج)، بالتالي لا يوجد احتلال مُمَيز هذا مسموح وذلك ممنوع، الإحتلال هو الإحتلال، لهذا السؤال الأساسي الذي لم يطرحه من استغرب بأن جيش الإحتلال في رام الله هو كيف ستكون رام الله لو كان مشهد الإقتحام في الإنتفاضة الأولى؟!

للتواصل:
[email protected]
فيسبوك RamiMehdawiPage