الثلاثاء: 30/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

يا كتائب القسام.. البتكوين حرام

نشر بتاريخ: 30/01/2019 ( آخر تحديث: 30/01/2019 الساعة: 23:34 )

الكاتب: أشرف صالح

القسام هو الجناح العسكري لحركة حماس في غزة، وهو جزء من منظومة المقاومة في غزة والتي تتألف من عشرات الأجنحة العسكرية والتابعة لجميع الفصائل الفلسطينية والناطق بإسمها أبو عبيدة له حضور واسع في الرأي العام ووسائل الإعلام ومن خلال إهتمامات الناس الكبيرة لتصريحاته، ولكن يبدو أنه سيفقد هذه الخاصية لكثرة تصريحاته والتي تثير الجدل بين الناس ومواقع التواصل الإجتماعي وعبر وسائل الإعلام أيضا، وهذه التصريحات أحيانا تتجاوز المنطق وأحكام الشريعة أيضا.

تتجاوز المنطق
من يراقب ويسمع تصريحات أبو عبيدة قد يهيئ نفسه على أن يكون داخل تل أبيب بعد أيام، أو القدس أو أي مدينة مغتصبة، ودون أن أدخل في تفاصيل كثيرة تدخلنا إلى سياق آخر، فبإختصار إن تصريحات أبو عبيدة وكأننا نمتلك ترسانة عسكرية تضاهي أي دولة نووية، وبناء على ذلك بإمكاننا تحرير فلسطين في أي وقت، وبرأيي أن هذه التصريحات قد تضرنا أكثر مما تنفعنا لأن الحروب والمعارك تعتمد على حسابات دقيقة وليس شعارات.

أحكام الشريعة
بالأمس أعلن أبو عبيدة الناطق بإسم القسام أن إسرائيل تقف حاجزا أمام تمويل المقاومة ومن خلال سد كل النوافذ والتي تؤدي للتمويل، ولهذا سيتعامل القسام من خلال عملة "البتكوين" لتلقي مساعدات مالية للمقاومة، علما بأن البتكوين حرام شرعا بحسب إجماع علماء المسلمين ومجالس الإفتاء في العالم الإسلامي والعربي.

البتكوين هي عملة إلكترونية إفتراضية يتم تداولها عبر الإنترنت، وهي لها أضرار إقتصادية وإجتماعية لأنها لا تخضع لقانون أو مرجعية مالية مركزية تنظمها وتحكمها وتحمي المجتمع من أضرارها، وغالب مستخدميها هم تجار السوق السوداء، والسلع المشبوهة والمخدرات والمافيا وغيرها من الجهات المحذورة في القانون، وهذا بالإضافة الى أنه تم تحريم التعامل معها رسميا ومن خلال فتاوى صادرة عن غالب الدول الإسلامية والعربية وبإجماع، وعلى رأس هذه الدول مصر والسعودية والكويت وتركيا والجزائر بالإضافة الى مفتي الديار الفلسطينية في القدس.

البتكوين ليس كالسجائر والتي تحرمها حماس وفي نفس الوقت تجني منها الضرائب بعد تسهيل إدخالها الى غزة، البتكوين هي خدمة يتعامل معها مافيات وليس ناس بسطاء كمستهلكي السجائر، ولذلك إتجاه القسام للتعامل معها هو ترويج ودعاية لهذه الخدمة المشبوهة أكثر من ما هو إستدراج لجني الدعم الخارجي للمقاومة في غزة.

برأيي أن كتائب القسام تقع في المحذور ليس لأنها تريده أو ترغب به، إنما لعدم الخبرة الكافية لديها في الفقه والشريعة، وإنما لأنها تابعة لحركة تعمل في ظل القوانين الوضعية والتي تحكم بها بعيدا عن الشريعة الإسلامية، فيجب على كتائب القسام أن تراجع نفسها قبل الوقوع في حرمانية هذه الخدمة المالية الإفتراضية والمشبوهة "البتكوين".