نشر بتاريخ: 30/07/2019 ( آخر تحديث: 30/07/2019 الساعة: 11:45 )
الكاتب: بهاء رحال
اجتمعت القيادة الفلسطينية في رام الله عقب الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة والمتواصلة بحق شعبنا، والتي كان آخرها عمليات الهدم والطرد الجماعي في منطقة واد الحمص شرقي القدس المحتلة، وفي ذلك الاجتماع أطلقت القيادة نداءها الأخير لكل الأطراف الدولية والأممية بضرورة اتخاذ موقفاً جاداً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ووقف التمادي والتعدي الاسرائيلي الذي يضرب بعرض الحائط كل الاتفاقيات والتفاهمات، ويطلق العنان لتطرفه ويسعى لإشعال المنطقة برمتها.
القرارات التي اتخذت بمثابة النداء الأخير قبل الانفجار، وهذا ما يمكن تفسيره حول ما تحمله هذه القرارات من صفة ومعنى، والتي تتخذها القيادة للمرة الأولى بشكل علني وواضح لا لبس فيه، وهذا يدعو إلى ضرورة أن يتحرك العالم قبل أن تشتعل الاوضاع وتنفجر في وجه العالم أجمع، فهل يتلقف العالم النداء الأخير ويستبق الانفجار ويوقف التعديات الفاضحة والواضحة، وعمليات الفصل العنصري، والتعسفي والطرد الجماعي والاستقواء بالولايات المتحدة الأميركية؟ هذا سؤال كبير ينتظر اجابة عملية عليه. والسؤال الآخر هو هل دول العالم راغبة فعلاً في انقاذ المنطقة من الانفجار؟
نداء أخير، هو ليس نداء استغاثة كما كان يظن البعض، خاصة من أولئك الذين يقولون بأن الشعب الفلسطيني وقيادته قد أنهك تماماً وتعب وفقد قدرته على قلب الطاولة، بل هو نداء تحذيري شديد اللهجة لمن يقرأ لغة السياسة، قوي المعنى والمضمون واضح، ولو حاول البعض الهارب الاستخفاف به، وعليه فإن المتابع الجيد، يقرأ بين السطور ما الذي يقصده السيد الرئيس أبو مازن، وكيف أن هذه القرارات هي النداء الأخير قبل الانفجار الذي لا يمكن لأحد أن يعرف إلى أي مدى سوف يصل. الرئيس أبو مازن الذي يعتبر مهندس اتفاقات اوسلو، المؤمن بعملية السلام والتسوية عبر المفاوضات، يقترب من اعلان الفشل وهو في حالة ذهول من أمر العالم الصامت، في وجه سياسات الولايات المتحدة الأمريكية، وعنصرية الكيان المغتصب، وولاء بعض الدول التي تهرب من التزاماتها الدولية تجاه القضية الفلسطينية. ولهذا فإن القرارات التي اتخذت، هي ملزمة وواجبة للكل الفلسطيني، وتجعل الباب مفتوحاً على كل الاحتمالات، خاصة إذا لم تتوقف الولايات الأمريكية عن دعم سياسة التطرف والعنصرية والتي تخنق الشعب الفلسطيني وتحاصره بشتى الطرق والوسائل.
الموالاه الأمريكية لإسرائيل، هي التي سوف تجر المنطقة إلى دوامة جديدة من الانفجار، وسوف تشعل الأوضاع التي لا يمكن التنبوء بكيفية شكلها وما الذي سوف تصل إليه، وهذا يجعل الكل الفلسطيني في حالة ذهول من أمر العالم المتراخي والمتآمر على شعبنا وقضيتنا الوطنية، فإين هي الدول الراعية لعملية السلام في المنطقة، أين دورها الفعلي في لجم التمادي الأمريكي الاسرائيلي، وأين هي مواقف روسيا والصين واليابان ودول عدم الإنحياز والمانيا وايطاليا وفرنسا وغيرها من الدول التي ترفع شعار الحل السلمي. أين مواقف تلك الدول وهي ترى كل ما يجري على الأرض؛ وتسمع هذا النداء الأخير المتلعق بوقف العمل بكل الاتفاقيات، ولا تحرك ساكناً. بل تؤثر الصمت؛ هل أصبح العالم حقاً يخاف دونالد ترامب؟ وهل حقاً كل قوى العالم لا تستطيع الوقوف في وجه سياساته الموالية والداعمة لعنصرية الاحتلال. إذا كان الأمر كذلك فعلى العالم السلام؛ لا بل عليه اللعنة.