الأحد: 28/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحقوق الفلسطينية في ميزان الانتخابات الاسرائيلية

نشر بتاريخ: 06/08/2019 ( آخر تحديث: 06/08/2019 الساعة: 10:43 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

لقد جاءت الانتفاضة الثانية والتي سميت بانتفاضة الاقصى بعد خيبة مفاوضات كامب ديفيد الثانية ووقتها عاد ابو عمار الى المقاطعة واعلن انهم اي الاسرائيليين والامريكان وغيرهم لا يريدون السلام، وقد استشهد ياسر عرفات على هذا الوضع بعد ان قام شارون بتدمير كل شىء بني خلال سنوات السلطة انذاك، لكن مع انتخاب الرئيس ابو مازن عادت المفاوضات باشكال مختلفة وتم الاحتفاظ بنصيب بعض الاتفاقيات من اوسلو وغيرها، وبقي الوضع حتى عودة نتنياهو باسلوبه المخادع، وبقي الامر على حاله حتى جاء الرئيس ترامب وقد منح القدس الى الاسرائيليين كعاصمة لهم، واليوم يتنافس الاسرائيليون في انتخابات الكنيست على اخر اجراءاتهم لتصفية كامل الحقوق الفلسطينية ومنها ضم الضفة وتحييد غزة والتجهيز لضرب لبنان وشل سوريا وضرب العراق بحجة وجود معسكرات لبناء منظومة هناك والعمل على تدمير بعض الدول العربية، ولجم ايران من خلال ابراز مصالحها والتخطيط لها في الوقت المناسب.
اليوم وليس فقط بازار انتخابي كما كل مرة، في رام الله ادركوا ان الامر خرج عن السيطرة المعهودة واتخذوا القرار بوقف كافة اشكال التعاون مع اسرائيل بوقف الاتفاقيات ومنها سيكون رغما عن الجميع وقف التنسيق الامني، والذي سيكون لها عواقب كبيرة، اول امس التقيت مع مجموعة ناشطين فتحاويين، فقلت لهم الى اين ذاهبون وماذا سيحصل في الايام القادمة؟ قيل لي ان المستوى السياسي لا يعلم ذلك فكيف نحن؟ لكن اعتقد ان المسالة معروفة عند الصغير والكبير ان الامر يفهم من جهة الاسرائيليين والامريكان في انهم سوف يذهبون في الامر الى النهاية ولكن ليس بطريقة عشوائية ولكن بطريقة منتظمة مع بعض الترتيبات التي سيكفلها لهم مرور الزمن، وهي مسالة ليست جديدة عليهم وان الامر سيكون لصالهم في وضعنا كوننا ليس لدينا خطة يمكن البناء عليها، وخاصة ان الامر داخليا لا يطاق واصبح في اوج مازقه على كافة النواحي وخاصة ما يتعلق بالازمة المالية وانهيار بعض القطاعات ومنها الاقتصاد والنظام الاجتماعي والتعليم والقضاء، الذي يتابع الامور يشعر بان الامر اصبح في مراحله النهائية وان الامور اصبحت فقط مجرد تناقضات او ارتجالات تترجم على هوى بعض اصحابها دون اعتبار للمواطن والكل يترقب نقطة الحسم في زاوية معينة.
اسرائيل الان ووفق برامجها الانتخابية اعلنت الحرب المفتوحة، وبالمقابل هناك اجراءات فلسطينية في مواجهتها لن تكون مقبولة ولن تكون مرضية للمواطن ومنها البناء في مناطق ج حسب التصنيف على اساس ان الفلسطينيين انتهوا من الاتفاقيات وبداول بالتعامل مع الاراضي الفلسطينية على انها ارض محتلة وفق القانون الدولي، وبالتالي فان الامر يحتاج الى سرعة في اتخاذ قرارات حاسمة خلال ايام وليس شهور وان لجنة نظر الاتفاقيات والية تنفيذ القرار عليها بالمكاشفة فورا واطلاع المواطن على ماذا لديها بسرعة ممكنة؟ اذا يلزم بناء اسراتيجية بلا وزارات او مؤسسات فارغة بل يجب ادارة الازمة قبل وقوعها بصمود اسطوري قد يمتد لسنوات لان الامر ان وصل النهاية لن يعود بسهولة.
الاكثر دقة هو انه وخلال اربعة الى ست سنوات قادمة لن ياتي مسؤول امريكي او اسرائيلي ليسمع لاي طرف او حتى يسمع للاوروربيين الذين استمروا في مسك العصاة من المنتصف، ولذلك الاخبار من حملات الانتخابات الاسرائيلية سوداوية وهدفهم فقط منها تدمير حقوق الفلسطينيين في وطنهم.