الجمعة: 03/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

كذبة القنبلة الموقوتة وتعذيب سامر العربيد ؟!

نشر بتاريخ: 03/10/2019 ( آخر تحديث: 03/10/2019 الساعة: 10:23 )

الكاتب: وليد الهودلي

مصطلح القنبلة الموقوتة ابتكره العقل الصهيوني المجرم وهو أن المعتقل في حالة احتفاظه بمعلومات ان لم يكشفها قد تفضي بالتسبب بقتل آخرين فهو بمثابة قنبلة قد تنفجر في أية لحظة ، في هذه الحالة تصدر محكمتهم بقرار تعذيب الاسير بطريقة خارجة عن المعمول به من اجل الوصول لما لديه من معلومات مخفيها عن المحققين . وكأن المعمول به من تعذيب غير كاف لحمله على الاعتراف فلا بد من المزيد من العنف والتعذيب .
فالمرأة التي قتلوها بدم بارد امام عدسات التصوير على حاجز قلنديا كانت قنبلة موقوتة ، وشهداء الحركة الاسيرة كانوا كلهم قنابل موقوتة ، جعفر عوض ومعزوز دلال وميسرة ابو حمدية ومحمد ابو هدوان ورزق العرير والقائمة طويلة ، هؤلاء الذين اتخذوا من أجسامهم مختبر تجارب لادويتهم كانوا ايضا قنابل موقوتة ، وكل الذين تم قتلهم بدم بارد نتيجة الاهمال الطبي المبرمج قنابل موقوتة ، وكل من تواجد قبل ارتكاب مجزرة كان قنبلة موقوتة والفلسطينيون الذين قتلوا وهجروا من ديارهم وتم تطهير مدنهم وقراهم تطهيرا عرقيا كانوا قنابل موقوتة ، كل فلسطيني عندهم بامكانهم اعتباره قنبلة موقوتة، حتى الباحث عن لقمة العيش المسالم جدا عندما يتناوله رصاصهم المحموم يصنف على أنه قنبلة موقوتة .
لا يمكن تصور محكمة في العالم المعاصر وهي تتخذ قرارا بالتعذيب ممكن أن يفضي بالقتل، أن تتخذ القرار بالتعذيب محكمة مناط اليها تطبيق القانون والمحافظة على حقوق الانسان هذا أمر عجيب لا يحدث الى في غابة الاحتلال التي تحتكم الى شريعة الغاب ، بل ان شريعة الغاب ارحم من هذه لان تلك تدفعها غريزتها والمحافظة على البقاء بينما هذه يدفعها اجرامها وساديتها في تحقيق الموت للاخرين .
ماذا فعلوا مع سامر العربيد ومن معه من معتقلين صنفوهم على انهم قنابل موقوتة ؟ وهؤلاء معروفون فلسطينيا ومن خلال اعتقالات سابقة بصلابتهم وقوة صمودهم كارادة تنتصر على ارادة السجان في صراع الارادات في اقبية التحقيق ، معروفون بأن قناتهم ليست سهلة ولا تلين أمام جبروتهم بتاتا ، وصل الامر ان يصل سامر الى حافة الموت فينقل الى مشفاهم ، هكذا تسربت بعض الاخبار ولكن ما هو معروف من تعذيب من هذا القبيل هو قاس جدا ، تحقيق دائم دون نوم للمعتقل على مدار اربع وعشرين ساعة ، يتناوبون عليه من غير أن يسمح له بالنوم ، وهذا له ما له في ماكينة التعذيب النفسي وهو أشد مرارة من التعذيب الجسدي .
وكذلك الشبح المهين حيث أنهم اذا ارادوا نقله من الزنازين واليها يقبض على اسفل الكيس من تحت الذقن ويجر كما تجر الدابة امعانا في الاهانة والاذلال ، ويتناوب عليه فريق من اكثر من عشرة محققين يعملون في ملف واحد تتكامل أدوارهم .
التعذيب دون ان يصنف بهذا المصطلح الذي يبيح الجريمة ويشرعنها هو في غاية البشاعة وفيه تجاوزات خطير جدا مثل : الشبح والحرمان من النوم لايام طويلة والزنزانة الخانقة التي لا ضوء فيها ولا نافذة سوى فتحة ومروحة تتحكم في كمية الهواء التي تضخه فيها ، فوظيفة الزنزانة بشكلها المريع هو ان تُشعر المعتقل بانه في غاية المهانة وفي غاية الضعف وأنه لا مناص له الا الاعتراف ، رغم أن الاعتراف يفتح عليه أبواب جهنم ، لانهم حينها يريدون التفاصيل والوصول الى كل أهدافهم فالاعتراف فتحة في الجدار منها يدخلون الى معرفة كل ما لديه من أسرار .
وياتي التعذيب الجسدي الذي تشرعه لهم محكمة بقرارها الذي يطلق العنان لمخالبهم وانيابهم ، يستخدمون حينها كل ما يخطر ببالنا وما لا يخطر ، الهزّ الذي يخلخل عظام الرقبة والعمود الفقري وشبحة الموزة المعروفة حيث يتقوّس ظهره يطريقة عكسية غالبا ما تفضي الى كسر في العمود الفقري ، وأخطر ما في هذا هو طلبهم للمزيد من المعلومات بينما المعتقل يصرّ على انكاره سواء عنده شيء او لا يوجد ما يقوله لهم ، هناك حالات اعترفت على اشياء وهمية وهناك من صمدوا الى أبعد نقطة ببطولة اسطورية كشفت زيفهم وردتهم الى أنفسهم خائبين .
سامر العربيد ومن معه الان يرسمون بطولتهم في عمق أدغالهم الموحشة ، يتالمون ويدفعون أثمانها من أرواحهم ولكن الرجال المميزون مستعدون لدفع الثمن مهما كان باهظا .