الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

النتشة: فتح مطلوب رأسها لأنها رفضت الانصياع للإرادة الأميركية

نشر بتاريخ: 04/12/2019 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
النتشة: فتح مطلوب رأسها لأنها رفضت الانصياع للإرادة الأميركية
القدس- معا- صرح الأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس اللواء بلال النتشة: "ان حركة فتح التي تقف على منعطف خطير، مطلوب منها إعادة لملمة الصفوف والتصدي لكل محاولات ضرب بنيانها المرصوص، حتى تكون قادرة على التصدي للمؤامرة الإسرائيلية- الأميركية الهادفة الى تصفية القضية الفلسطينية برمتها بعد ان تساوقت بعض الجهات مع تمرير صفقة القرن التي بدأت تتضح معالمها في قطاع غزة على وجه الخصوص".
وقال اللواء النتشة في تصريح له اليوم الأربعاء، "إن رأس فتح هو المطلوب في هذه المرحلة لان زعيمها الرئيس محمود عباس المؤسس للحركة جنبا الى جنب مع الزعيم الخالد الشهيد أبو عمار قال (لا) لصفقة القرن التي تنهي القضية الفلسطينية في الوقت الذي تواطأت فيه جهات محلية وإقليمية مع معدي هذه الصفقة لتكريس امارة إسلامية في القطاع وفصله تماما عن الضفة الغربية وتوسيع حدوده باتجاه سيناء وفتح ميناء ومطار بما يعطي انطباعا بوجود دولة بالمعنى السياسي وفي الحقيقة هي" دويلة ممسوخة".
وأضاف: "في المقابل تكون إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة قد حققتا الهدف الأكبر وهو انهاء حل الدولتين بالكامل بعد ان تكون الضفة قد انفصلت سياسيا وجغرافيا واجتماعيا عن القطاع وبعد ان تضم إسرائيل الاغوار الى حدودها مما يحول دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة بالمعنى السياسي الواقعي على حدود الرابع من حزيران عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية".

وتابع: "المخطط الإسرائيلي- الأميركي هو حسم جميع الملفات النهائية العالقة دون التفاوض مع منظمة التحرير وفي المقابل التوصل الى تفاهمات امنية وسياسية مع حماس تضمن تحقيق الامن والهدوء لدولة الاحتلال من جانب وتقديم فتات دويلة لهذه الحركة من جانب اخر وبذلك يتعزز الانقسام ويتحول بدون جدال الى انفصال شامل عن الضفة والقدس . وذلك من اجل ان تضمن "حماس" بقائها في السلطة الى ما لانهاية مما يعني قتل المشروع الوطني الفلسطيني الكبير المتمثل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة على حدود الرابع من حزيران عام 67".
ومضى يقول: "فتح هي حركة كل الشعب الفلسطيني ووجدت من اجل ان تنجز مشروع التحرر الوطني جنبا الى جنب مع بقية فصائل منظمة التحرير وكان املها ولا زال ان تنضوي التنظيمات الاسلامية في اطار المنظمة حتى تصبح هذه الأخيرة اكثر قوة وصلابة في مواجهة المؤامرة الكبيرة على قضيتنا وشعبنا"، مؤكدا "ان فتح استطاعت وعلى مدى 54 عاما خلت ان تعزز المكانة السياسية للقضية الفلسطينية عالميا وعربيا واسلاميا وأصبحت رقما صعبا لا يمكن تجاوزه فيما يأتي من بين ظهرانينا من يدمر هذه الإنجازات من اجل البقاء في سلطة وهمية منزوعة السيادة والكرامة الوطنية".
وشدد النتشة على ان الخروج من هذه الازمة الخطيرة يستوجب أولا إعادة ترتيب صفوف حركة فتح ومنع التطاول عليها من المتسلقين والمنتفعين وأصحاب الاجندات الخارجية واجراء انتخابات الأقاليم وفق الأصول والقوانين واللوائح التنظيمية المتبعة منذ عقود على ان يتم إعطاء الكفاءات من الجيل الشاب الدور القيادي الذي يستحق بما يؤدي الى تكريس مفهوم تدافع الأجيال بشكل عملي.
كما دعا النتشة الى التحضير الجدي للانتخابات التشريعية والرئاسية لإحداث التغيير الصحصح في المشهد السياسي الفلسطيني واسقاط الشرعيات الزائفة عمن يدعون وصايتهم على الوطن والقضية في الوقت الذي يفاوضون فيه الاحتلال سريا وبغطاء وتعاون أميركي واضحين مما يعني التوصل الى اتفاقات لا مرجعية سياسية لها والتي بالضرورة هي منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في الوطن والشتات، مشددا على ان محاولات الالتفاف على المنظمة ستواجه بكل قوة حتى اسقاطها.
واكد أخيرا ان ثوابت فتح لم ولن تتغير وان الحركة ستبقى وفية لدماء الشهداء والام الجرحى وعذابات الاسرى ولن تخذل شعبها الذي فوضها مصيره الوطني وستكون الامينة والمخلصة لتراب الوطن المجبول بدماء طاهرة سفكت على ايدي اخر احتلال في التاريخ الحديث، مشددا على ان حق العودة مقدس وان القدس ليست للبيع او المساومة وان الدولة المستقلة قائمة لا محالة رغما عن إسرائيل وحليفتها في الدم والمؤامرة الولايات المتحدة الأميركية ومن ينسجم مع مشاريعهما المشتركة.