الإثنين: 06/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجبهة الإسلامية المسيحية تدعو وزراء الثقافة العرب لحماية القرار العربي باعتبار القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009

نشر بتاريخ: 26/03/2008 ( آخر تحديث: 26/03/2008 الساعة: 19:36 )
رام الله - معا- قال الدكتور حسن خاطر الامين العام للجبهة الاسلامية المسيحية ان سلطات الاحتلال لم تتوقف منذ احتلال القدس عام 1967م عن استهداف المعالم الثقافية والحضارية والدينية لمدينة القدس ،حيث لم تتورع ومنذ الايام الاولى لاحتلال المدينة عن هدم عدة احياء في البلدة القديمة وازالتها عن الوجود بكل ما ترمز اليه من تاريخ وحضارة وثقافة عربية واسلامية وانسانية ، وهي ما زالت مستمرة في هذا النهج لطمس الطابع الثقافي والحضاري للمدينة المقدسة .

وأكد الدكتور خاطر ان ما قامت به سلطات الاحتلال بالامس في مدينة القدس واقدامها على افشال وتخريب المؤتمر الصحفي الذي كان يفترض فيه الاعلان عن شعار الاحتفالية ، يعد تطورا خطيرا يعبر عن مدى الغرور والقمع الذي وصلت اليه سلطات الاحتلال في حق القدس والمقدسيين، فمجرد الاعلان عن شعار ثقافي في مؤتمر صحفي علني من قبل ابناء القدس وحملة هويتها يعد في نظر سلطات الاحتلال جريمة يعاقب القائمون عليها بالضرب والدفع والاعتقال ويتم تخريب المؤتمر بممارسات رجال الامن والشرطة .

وقال الامين العام للجبهة الاسلامية المسيحية ان هذه الهمجية تكشف عما تبيته سلطات الاحتلال لهذه المناسبة الثقافية الكبيرة ، وهي بذلك تريد ان توصل رسالة قوية الى الشعب الفلسطيني والشعوب العربية قاطبة انها لن تسمح بعودة القدس الى احضان العواصم العربية والاحتفال بها عاصمة للثقافة العربية ، وكأنها تريد ان تفوت هذه الفرصة على القدس ظنا منها ان القدس خارج دائرة الاهتمام العربي والاسلامي ، والحقيقة ان مثل هذه الاجراءات لن تزيد القدس الا تألقا في الوجدان العربي ورسوخا في الذاكرة العربية ، لأنها ببساطة أعمق وأعرق بكثير من قمع الاحتلال ومحاولاته العبثية !

وأوضح الدكتور حسن خاطر ان القدس في احتفاليتها عاصمة للثقافة العربية عام 2009م ،تبعث برسالة مميزة وخالدة ،ليس للعرب وحدهم وانما للمجتمع الانساني كله، رسالة تترجم من خلالها خصوصية القدس في تجسيد قيم الحوار والسلام والتسامح والعيش المشترك بين الجميع على ما بينهم من اختلاف في الثقافة والدين واللغة والوطن .

وقال ان قمع الاحتلال وهجمته الشرسة والمتواصلة على المدينة المقدسة ستضيف العديد من الكلمات والسطور الى مضمون هذه الرسالة ، ليرى العالم كيف تتحول هذه الواحة الانسانية المفتوحة الى ما يشبه "الحارة اليهودية" المغلقة ، حارة يضطهد فيها غير اليهود ، ويقمع فيها كل شيء فلسطيني ،بما في ذلك البشر والحجر والشجر ،حارة يسعى محتلوها الى طمس وازالة ما فيها من بصمات ولمسات للثقافات والحضارات الانسانية العريقة ، ليخيم عليها سواد الاحتلال وليله الداكن .

وناشد الدكتور حسن خاطر باسم الجبهة الاسلامية المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات وزراء الثقافة العرب واليونسكو وكل المؤسسات المعنية بالثقافة والحرية في العالم التدخل العاجل والفاعل لردع هذه الممارسات الاسرائيلية الخطيرة .

وقال ان السكوت على هذه الخطوة وعدم التصدي لها سيكون بمثابة اعطاء الضوء الأخضر لسلطات الاحتلال لقمع كل الخطوات الأخرى القادمة ، خصوصا وأن هذا هو اول اجراء رسمي في هذه الاحتفالية ، التي ستتواصل فعاليتها خلال الايام والشهور القادمة .

وقال ان اختيار القدس لتكون عاصمة للثقافة العربية هو قرار عربي وليس قرارا فلسطينيا ولذلك نحن نطالب الأخوة وزراء الثقافة العرب الدفاع عن قرارهم ومواجهة التحدي الاسرائيلي والاعلان عن بدء الاحتفالية مبكرا في جميع العواصم العربية لتأخذ القدس حقها ولننصفها من العدوان الاسرائيلي الذي يهدف الى طمس هويتها الثقافية وتقطيع حبالها بأهلها وعواصمها العربية والانسانية .