الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

نادي الأسير الفلسطيني يضطلع على أوضاع الأسيرات في سجن الشارون

نشر بتاريخ: 27/03/2008 ( آخر تحديث: 27/03/2008 الساعة: 17:22 )
رام الله- معا- في اتصال هاتفي قام به محامي نادي الأسير الفلسطيني مع الأسيرة المحررة جيهان دحادحة من رام الله، والتي تم الإفراج عنها قبل يومين أي بتاريخ 25/3/2008، بعد قضائها حكما بالسجن 16 شهرا، وكانت الأسيرة قد اعتقلت على أيدي قوات الاحتلال يوم 23/12/2006 على خلفية قضايا امنية..

بدأت الأسيرة المحررة حديثها بوصف للتجربة الاعتقالية التي خاضتها مع باقي الأسيرات وبالتحديد في قسم 12، وقالت الأسيرة: "كنت اسمع قبل اعتقالي عن الأسيرات وأقرأ عن أوضاعهن واشعر معهن بالوضع المأساوي الذي يعيشوه وأتعاطف معهن بكل جوارحي، ولكن عندما اعتقلت وخضت التجربة بنفسي شعرت وعرفت الفرق الكبير عما كنت اتخيله وما خضته، فمهما ساعدتني مخيلتي قبل اعتقالي الا انها لم تسعفني لمعرفة الوضع على حقيقته الا بعد خوض تجربة الاعتقال التي كانت قاسية و صعبة ضمن كل المقاييس الواقعية والمتخيلة و بحمد الله ومساعدته وبدعمنا الأسيرات لبعضنا البعض استطعت الصمود.

اما عن الأوضاع المعيشية للاعتقال لن أتطرق لموضوع الحشرات والصراصير والفئران فهي أصبحت جزء من حياتنا وأفراد تعيش وتأكل وتنام معنا حتى أصبحن نخالها معتقلة ومحكومة معنا وتشعر وتحس بنا .

ومن السياسات الجديدة التي ستبدأ إدارة سجن الشارون بإتباعها التفتيش العاري لكل أسيرة قبل زيارة الأهل بحجة انه يتم تهريب رسائل مع الأهل من قبل الأسيرات، عدا عن الاهانة التي نشعر بها قبيل زيارة أهالينا لنا وبالتحديد الأسيرات المحكومات مؤبدات مثل الأسيرة أحلام التميمي والأسيرة قاهرة السعدي حيث تتم الزيارة لهن وهن بالقيد (مكلبشات) حتى ان ابنة قاهرة السعدي البالغة من العمر أربع سنوات كانت تسأل أمها دوما (ليش يا ماما انت مربوطة والتانيين لأ وراح تضلي مربوطة !!!؟؟؟) فأي ذل هذا وأي امتهان لكرامتنا حتى أمام أطفالنا .
أما عن الطعام ونوعيته والعقوبات التي نتعرض لها فحدث ولا حرج... الطعام سيء كماً ونوعاً، ولا يناسب الأسيرات اللواتي يعانين من أمراض السكري والضغط، فمنذ بدء سياسة

الكنتين الجديدة التي تُسلم من خلالها الأموال لإدارة السجن، والمتعاقدة مع شركة دغش تم رفع الأسعار على كل الحاجيات بطريقة غير معقولة حتى أنهم في الإدارة غيروا دفاتر الكنتين السابقة التي تحتوي على الحاجيات وأسعارها لوضع الأسعار الجديدة ونحن لا حول لنا ولاقوه (وشيء أفضل من لاشيء).
كما ان الكنتين الأخيرة التي وصلتنا لقسم 12 تغطي فقط 27 أسيرة من أصل 32 أسيرة بالقسم، ولهذا رفضنا طلب أغراض لحين الحصول على رد من وزارة الأسرى عن السبب.
أما عن الأسيرات المريضات معظم الأسيرات يعانون من الالتهابات بسبب المياه الملوثة التي نشربها و الطعام السيئ الذي نأكله، وهناك الأسيرة وفاء البس من غزة التي تعاني من حروق بكل أنحاء جسمها بنسبة 50% و هي بالفعل بحاجة لكل مساعدة طبية ممكنة، ولا يتم إعطاؤها إلا كريمات لا تؤثر على وضعها شيء فهي بحاجة لعدة عمليات لجسمها لتخفيف الآلام التي تعاني منها فجسمها يسيل منه مدة وماء ودماء من اثر الحرق وأنا أناشد كل الجهات المعنية و المسئولة لمساعدتها و علاجها بأي شكل .
العقوبات و الغرامات تفرض علينا لأتفه الأسباب و أخر عقوبة فرضت علينا كانت بتاريخ 21/3/2008 بسبب تضامننا مع الأسيرة نورا الهشلمون التي بدأت إضراب عن الطعام بسبب التجديد الإداري لها للمرة السابعة، وقامت إدارة السجن على اثر ذلك بنقلها لعزل الرملة فارجعنا حينها وجبات الطعام كاملة احتجاجا على نقلها فقامت إدارة السجن بمنع الزيارات بين الغرف وتقليص مدة الفورة.
أما بالنسبة للأطفال الموجودين مع أمهاتهم في السجن، الطفلة غادة ابنة الأسيرة خوله الزيتاوي نحن فرحون بها جدا ونحبها وهي تتنقل بين الغرف أحيانا ونلاعبها وسيحزن الجميع حين تنفصل عن والدتها بتاريخ 7/2008 أما بالنسبة للطفل يوسف البالغ من العمر شهرين ونصف ابن الأسيرة فاطمة الزق فهو بحاجة لألعاب تناسب عمره ونناشد بهذا الموضوع المؤسسات و الصليب الأحمر لتوفيرها له فمن حقه أسوة بأقرانه ان يلعب خاصة ان والده و إخوته محرومين من زيارته هو ووالدته بحكم كونهم من غزة .
ونحن نثمن على جهود نادي الأسير الفلسطيني و كافة المؤسسات المتابعة لقضايا الأسرى و هناك أمر مهم لابد من الإشارة له وهو الإعلام ان له تأثير كبير في تحسين ظروف الأسيرات والمثال على ذلك عندما نشر نادي الأسير عن الطفل يوسف انه مريض راجعنا بعدها مدير سجن الشارون بنفسه ليتأكد من الموضوع وراجع بالخصوص والدته الأسيرة فاطمة الزق وسألها لماذا لم تعلمهم بمرض ابنها فردت أنها قالت ذلك وطلبت المساعدة دون ان يجيب احد وعلى الفور عرض الطفل على الطبيب وأعطي العلاج اللازم وأصبحت صحته حاليا جيدة

لذلك نشيد بالإعلام الصحيح الصادق والكاشف لحقيقة الانتهاكات الإسرائيلية لحقوقنا كأسرى وهم يتابعون ذلك عن كثب".
وفي ختام حديثها شكرت الأسيرة المحررة كل من يساعد الأسرى ويقف الى جانبهم ويساندهم ولو حتى بالشعور معهم.