الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

أبناء شعبنا.. نهرُ عطاء لا ينضب

نشر بتاريخ: 15/03/2020 ( آخر تحديث: 15/03/2020 الساعة: 11:26 )
أبناء شعبنا.. نهرُ عطاء لا ينضب
الكاتب: ربحي دولة
إن أهم ما يُميز شعبنا الفلسطيني هو حجم العطاء الدائم الذي يُقدمه هذا الشعب العظيم على مدار السنين بالرغم من كل أشكال الحصار والدمار الذي الم بشعبنا بفعل الاحتلال الذي لم يترك وسيلة عقاب الا واستعملها ضد شعبنا منذ الاحتلال البريطاني وحتى يومنا هذا، إلا أن هذا الشعب الذي قدم روحه في سبيل ان نَحيى حياة كريمة وبكرامة، وهذا قمة العطاء فكيف له أن يبخل في تقديم ما يُملك من أموال لدعم صمود المعوزين.

هذا ماعهدناه في شعبنا على مدار السنين، فكيف لنا أن ننسى موقف شعبنا لاسيما في الانتفاضة الأولى التي شارك فيها شعبنا بكافة أطيافه وكل حسب امكاناته، حيث شاهدنا الجميع في الميدان في حالة التكاتف الرائعة التي شكلتها قطاعات شعبنا العظيم، وأيضاً عشنا حالة التكافل الرائعة وكيف كانت تهب المدن والقرى لمساعدة بعضها ، حيث كانت عندما تتعرض قرية للحصار تهب الأخرى من اجل إمدادها بكل ما يلزم حيث كانت هذه الحالة من أهم معززات صمود شعبنا في وجه آلة الحرب الصهيونية بل على العكس زادت شعبنا اصراراً على المُضي قدمًا حتى الخلاص من هذا المحتل .

عشنا أيضاً همة شعبنا العالية في انتفاضة الأقصى والذين شكلوا حالة رائعة في العطاء خاصة بعد تعرض مدننا الفلسطينية إلى الاجتياح من عصابات الحرب الصهيونية، حيث ساهم شعبنا في تخفيف وطأة الحصار على كل من عانى وشاهدنا كيف كانت عمليات الإغاثة لأبناء شعبنا من قبل المقتدرين الذين لبوا نداء الواجب للتخفيف عن شعبنا ومنحهم صمودا وتحدياً.

وها نحن نعيش هذه الحالة بفعل انتشار فايروس كورونا اللعين كيف هب أبناء شعبنا صغارًا وكبارًا من اجل مساندة محافطة بيت لحم التي اغلقت بالكامل للسيطرة على هذا الفايروس ومنع انتشاره، حيث شاهدنا حجم المساعدات من كل أنحاء الوطن وجهت إلى هذه المحافظة لدعم صمود أهلها لمواجهة هذا المرض ولم يقتصر الموضوع على بيت لحم بل على العكس انتشر العطاء في كل المحافظات، حيث تسابقت الشركات العاملة في مجال التعقيم على توزيع كميات من مواد التعقيم بالمجان على الأفراد والمؤسسات، وشاهدنا أيضاً فرق المتطوعين الذين هبوا للمساهمة في عمليات تعقيم أماكن العبادة والمؤسسات العامة، فيما بدأت العديد من المبادرات الخيرية من أجل الوقوف إلى جانب بعضنا البعض وكي نُثبت للعالم أجمع أن ما يملكه هذا الشعب من إرادة وتحدي وحبه للعطاء والتضحية من أجل الشعب والقضية لا تملكه دولاً كبيرة لديها من الإمكانيات المادية ما يمكنها من شراء كل شيء إلا الإرادة والتحدي والكبرياء الذي يملكه شعبنا. نعم ستنتصر إرادة شعبنا على أموال العالم وعلى كل الأمراض.

* كاتب وسياسي / رئيس بلدية بيتونيا