الإثنين: 13/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

بعد "الكورونا" بنحكي...

نشر بتاريخ: 16/03/2020 ( آخر تحديث: 16/03/2020 الساعة: 13:08 )
بعد "الكورونا" بنحكي...
الكاتب: رامي مهداوي
في أي فعل كان هناك من ينظر الى الأمور بنظرة ايجابية، وكثيرون ينظرون من زاوية سلبية، والبعض برؤيا نقدية تطويرية، أيضاً في المحن والشدائد هناك من يُشمر عن ذراعه ويعمل ضمن مسؤولية وهناك من يهرب من مسؤوليته ويختبئ ويحمل المسؤولية للآخرين.

أخطر ما في أي أزمة يواجها أي مجتمع كان هو عدم مقدرته في توحيد صفوفه لمجابهتها، عدوى النزعة الفردية في الطبيعة الإنسانية تُسيطر على النزعة الجماعية، ما سيؤدي الى إضعاف المؤسسات المتنوعة المكونة للدولة بمختلف القطاعات الحكومية، الخاصة، الأهلية وربما سيتم الإقتتال فيما بينهم إن لم يتم توحيد كافة الجهود لمواجهة الأزمة التي تعصف بهم جميعاً.

للأسف، وبحزن أقول مستنداً لمتابعتي المستمرة على الصعيد الإعلامي وأدوات التواصل الإجتماعي بكافة أشكاله وأيضاً من خلال العمل ضمن المسؤولية الوطنية والمهنية التي تقع على عاتقي؛ وجدت أن عدوى السلبية والتدميرية هي التي تسيطر على روح نسبة ليست قليلة من المواطنين وتعاطيهم مع أزمة الطوارئ بسبب وباء فايروس كورونا، على الرغم من أن هناك العديد ..العديد من القصص التطوعية والإيجابية التي سطرها أبناء شعبنا ليس فقط اليوم وإنما بأي نداء وطني مجتمعي.

هناك من يستسهل دور الناقد المشاهد لفعل من يعمل، وكما نعلم بأن من يعمل يخطئ، وجميعنا يعلم واقع إمكانياتُنا البسيطة، أنا مع النقد البناء من قبل أصحاب الإختصاص والتجارب، لكن لا أقبل نهائياً نقداً ممن هم على فراشهم بالمنزل ينقدون من يعمل بكل إخلاص واضعاً حياته فداء الوطن والمواطن.

الجميع في وقت الأزمة يتحمل مسؤولية وبنسب مختلفة عن بعضنا البعض مهما كان موقعك فأنت تتحمل مسؤولية اتجاه المجتمع، فوجدنا أهل سلفيت يتبرعون بزيت الزيتون وأهل طوباس والأغوار يقدمون الخضراوات وأهل نابلس بالخبز، وفي أول طلب لي من أصدقاء لإعداد حملة توعوية للعامل الفلسطيني في مواجهة الفايروس لم تُقصر مطبعة النهضة في إعداد النشرات وأيضاً "ميديا كلينك" في تنفيذ فيديو.

نعم مثلما يوجد من هو سلبي حتى بما يشاهده أمام المرآة، هناك من يتواجد دون الطلب منه عندما يشعر بأن المجتمع بحاجة الى تواجده بالفعل المراد والمتوقع منه، وبالرغم من ذلك نحن بحاجة الى الفعل وتطويره وربما تحسين الأداء والسياسات، لكن لا يجب تدمير الروح الإيجابية لمن يُقاتل بالميدان ضمن امكانيات أشبه بالمعدومة.

بالتأكيد هناك العديد من الملاحظات والدروس والإستخلاصات والعبر، والتي قد تؤدي الى تغييرات هيكلية ووظائفية وفي بعض الأحيان عقابية لمن قصر بتأدية واجبه مهما كان موقعه، لكن الآن نحن في مرحلة العمل لنعمل جميعاً يداً بيد في مواجهة هذا الوباء، وكما قالها لي صديقي الفنان شادي زقطان" بعد الكورونا بنحكي".