نشر بتاريخ: 18/03/2020 ( آخر تحديث: 18/03/2020 الساعة: 15:08 )
تعتبر تجربة الحكومة الايطالية في مواجهة فيروس كورونا من أفشل التجارب عامة . وقبلها وبعدها عشرات الحكومات التي أثبتت أنها ضاعت في صحراء التجربة الامريكية وأن أمريكا تستطيع حمايتها سياسيا وجرثوميا . فيما تقول الحقائق ان أمريكا لا تستطيع أن تحمي نفسها سياسيا وجرثوميا .
الحقيقة الثابتة حتى الان أن جميع الحكومات والمجتمعات البشرية تقوم بنسخ التجربة الصينية "دون وعي " ودون النظر الى الاختلافات في الثقافة وعدد السكان والامكانيات والأدوات والمعرفة والتكنولوجيا . حتى منظمة الصحة العالمية التي وقفت منذ البداية " مندهشة " مما تفعله الصين باتت تلهث وراء هذه التجرية .
في البداية بدأت وسائل الاعلام التابعة للاحتلال العالمي بشن حملة انتقادات ضد الحكومة الصينية وأنها تقمع الحريات وتعتقل الصحفيين المعارضين لانهم يثيروا الشائعات ويعطلون عمل وزارة الصحة الصينية \ وأنا شخصيا سمعت انتقادات عبر الاذاعات العبرية ضد التجربة الصينية وقال المذيع إن اسرائيل ديموقراطية ولا يمكن في يوم من الأيام أن تلجأ لفرض حظر التجوال على مواطنيها كما يفعل النظام الصيني !!! وبعد اسبوعين قامت اسرائيل بتقليد كامل لتجربة الصين ( حافظ ومش فاهم ) .
الحكومات الأضعف في العالم تخرج بتصريحات قوية وانها أفضل دول العالم جهوزية . والدول العظمى التي تحترم الانسان ترى أن تصريحاتها متواضعة وتسعى للصمود وتكتفي بالعمل بصمت . كلما إزداد تخلف الدولة كلما علا صوتها وكثر كلامها .
الصين قامت بأربع خطوات متزامنة وخطوات فورية لمحاربة الجائحة :
1 - عزل المصابين في مدينة ووهان واغلاق المطارات ومحطات القطار لمنع انتقال العدوى الى الامة والى العالم . وتقديم جميع احتياجات السكان الى داخل منازلهم .امّا باقي حكومات العالم وعلى رأسها أمريكا فقد تشاجروا على لفائف تواليت الحمام !!
2 - مراقبة ومعالجة ودراسة المصابين . وعدم تركهم في الحجر دون جدوى .
3 - المباشرة بمعالجة أعراض كورونا ومنع الحمى ووقف إرتفاع درجات الحرارة , من خلال جهاز طبي صيني ودور شفاء لا تنهار في الازمات . فلم نسمع وزير الصحة الصيني يبكي ولا يتسوّل من الامم المتحدة احتياجات اساسية .
4 - البحث بصمت ودون جعجعة عن علاج نهائي لفيروس كورنا .
وباستثناء ايران المحاصرة والتي دفعت ثمنا باهظا في الأرواح والاصابات وتواصل العمل بالخطوات الصينية الاربع . قامت الحكومات الأخرى في العالم بخطوة واحدة فقط وهي الحجر دون مساعدة معيشية ( حافظ مش فاهم ) ، والانهيار القائم في وزارات الصحة والجهاز الطبي في الدول التي تخصص 40% من ميزانيتها للأمن مشهد يثير الشفقة .
الولايات المتحدة تعتبر الوباء فرصة لإنقاذ شركات الاحتكار من خلال سرقة أو اختلاق دواء تجاري لمجرد السيطرة واثبات الوجود \ وقد لاحظنا التناقض في تصريحات الرئيس الامريكي والذي يولي دائما الأهمية القصوى للشركات على حساب حياة الانسان .
امّا التجرية الروسية فهي متأخرة في الاجراءات ومتكتمة في النوايا حيث تميل الى اعتماد نظرية المؤامرة ، ولا مقارنة بينها وبين التجربة الصينية
الانتصار في معركة كورونا لا يجري بخطوة واحدة . بل بأربع خطوات . كما تفعل الصين .
الا اذا ظهرت تجربة أفضل من تجربة الصين .
