الثلاثاء: 16/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

كورونا ( ٤ ) "وقودها بني البشر"

نشر بتاريخ: 25/03/2020 ( آخر تحديث: 25/03/2020 الساعة: 22:49 )
كورونا ( ٤ ) "وقودها بني البشر"
الكاتب: خالدة غوشة
لا شك ان هذه التجربة البشرية ستكون حكاية من الحكايات التي سنرويها للأبناء والأحفاد، هذا الحجر الطوعي اجبرنا ان نتابع التلفاز اكثر ونستمع للتحليلات ولمتابعة اعداد الضحايا حول العالم خاصة ايطاليا وايران، وكذلك اصبحت العلاقة وثيقة مع الكتاب وتحديدا الروايات ... فهي الوحيدة التي تخرجني من اجواء الكورونا ، كون مواقع التواصل الإجتماعي تغص بأخبارها ونكتها.

فأحببت اليوم ان تكون مقالتي كورونا ٤ حول مشاهداتي على مدى شهر من متابعة الصين مرورا بإيطاليا وصولا لفلسطين وأمريكا واوروبا فقد اظهرت ازمة كورونا البشرية مدى اهمية الاقتصاد على الإنسان، الشعوب الغنية مثل دول الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودولة الإحتلال الإسرائيلي، وجدت قياداتها ان تستمر العجلة الإقتصادية اهم من الحفاظ على الإنسان.

فلم تعمد تلك الدول الى اخذ الحيطة والحذر للحد من إنتشار ذلك الفيروس سريع الإنتشار . فها هو ترمب ورفيقة نيتنياهو ورئيس وزراء بريطانيا يرفضون وقف العجلة الإقتصادية في بلدانهم ولم يتخذوا لليوم خطوة الحجر المتزلي وتباهت اسرائيل بلسان رئيس وزرائها نيتنياهو ان الشاباك سيلاحق مصابي الكورونا كما يلاحق الارهابيين واضاف في حينها سنستخدم التكنولوجيا بالتصدي لحرب الكورونا واظهر للمجتمع الإسرائيلي القوة وقال لهم لا تخافوا الوضع تحت السيطرة، ليكتشف المجتمع الإسرائيلي ان كورونا ينتشر يوما بعد يوم كالنار بالهشيم وها هم يصلون الى ٢٠٠٠ مصاب في غضون ايام معدودة. واليوم يخرج ثانية ليهدد المجتمع الإسرائيلي انه قد يصل عدد المصابين الى مليون في غضون شهر والضحايا ستكون بالالاف .. وهذا ما عمد اليه ترمب امريكا .. كلاهما يلعب بأرواح شعبه على حساب تحقيق ارباح سياسة كونهما يبحثان عن نصر في الإنتخابات القادمة. فكل هذا بروبجندا لإظهار احتياج تلك الشعوب لهم وانهم هم القادرون على انقاذ الشعوب. نعم اوروبا بما فيها بريطانيا وامريكا واسرائيل سقطت عنها الأقنعة وثبت ان الدولار واليورو اغلى من الإنسان. ترمب يسابق الزمن ليصنع المضاد للكورونا ليعوض خسائره بالإقتصاد الامريكي ونينياهو يريد ان يثبت للشعب الإسرائيلي انه اخر ملوك اسرائيل. امريكا تريد ان ترى الصين منهارة اقتصاديا لتعيد امريكا هيمنتها على العالم اقتصاديا والصين تريد لأمريكا ان تضرب بمقتل في اقتصادها .. فأي لعبة امم التي نحياها وقودها بني البشر، حماكم الله.