السبت: 27/07/2024 بتوقيت القدس الشريف

مهمة جديدة لسلاح الجو الاسرائيلي - منع سكان غزة من النوم وحماس ترد على تصريحات رئيس مستوطنة سديروت

نشر بتاريخ: 25/10/2005 ( آخر تحديث: 25/10/2005 الساعة: 11:23 )
معا - تقرير - لم يتردد رئيس مستوطنة سديروت اليهودية في النقب الغربي المحاذي لقطاع غزة أن يطلب من جيش الاحتلال بالهجوم على سكان قطاع غزة وانزال العقوبات الجماعية (المحرّمة دولياً) بهم.

وقال ايلي مويل ( Eli Moeil ) رئيس بلدية المستوطنة " ان قصف الفلسطينيين للمستوطنة بصواريخ القسام متوقع, فهذه حرب, وهم لا يراعون أيام السبوت أو الأعياد, وطالما أن الفلسطينيين لا يفهمون أن لكل قسام ثمن, لن يتركونا بحالنا أو أن نستريح, لذلك يجب اعادة تربيتهم وأن لا نسمح لهم بالنوم".

وتعتبر هذه العبارات الفظة, ليست جديدة على ايلي مويل فهو صاحب شخصية حساسة وموتورة, وسبق أن هاجم حكومة شارون وأحزاب اليسار, وانتقد بشدة موفاز وقادة الجيش وكاد ان يبكي امام شاشة التلفاز حين هوجمت المستوطنة بصواريخ القسام السنة المنصرمة وفجأة انتقل من دور الشاكي الباكي وطالب حينها " بمسح بيت حانون عن الوجود" وهو تصريح اثار سخطا واسعا في اوساط حقوق الانسان.

ولكن ايلي مويل وبعد يومين من ذلك التصريح فاجأ العالم واتصل هاتفيا برئيس بلدية بيت حانون وبعدد من قادة الامن الفلسطيني عارضا عليهم الالتقاء للحديث في السلام والتهدئة.

ايلي مويل كان تعرض يوم الخميس لحادث سير بسيارته تسبب في كسر انفه وقال لصحافيين من صحيفة هآرتس" هؤلاء الفلسطينييون لم يعطوني فرصة للتشافي او الهدوء".


وبالفعل واصل سلاح الجو الاسرائيلي الليلة الماضية شن غارات وهمية بطائرات نفاثة على مناطق السكان في قطاع غزة ، وقال مراسلنا ان السكان لم يناموا فعلا بسبب الصوت المخيف والمرعب للطائرات حيث تعرض الاطفال لليلة ذعر حقيقية .وقال مراسلنا " مجددا تعود الغارات الوهمية إلى سماء غزة بعد فراق لم يدم سوى أيام قليلة للتخلص من ذلك الشبح الذي طالما أرعب الأطفال والنساء والرجال في قطاع غزة وخاصة في شماله أمس، في عودة لم يترقبها أهالي القطاع من جديد " .

واستمراراً لنهج العقاب الجماعي والتخويف وبث الرعب في نفوس أهالي قطاع غزة، عادت الطائرات الإسرائيلية لتصدر أصواتها المرعبة في خرقها لجدار الصوت وتفريغ الهواء في كل وقت ودون موعد وبشكل فجائي، حيث يفيد أحد الأطباء بغزة أن ذلك يؤدي إلى تقطع فجائي للأنسجة وتوقف لبعض الأعضاء الداخلية كالبنكرياس والكبد والأمعاء جراء شفط الهواء من المنطقة المحيطة بالأشخاص ومن ثم ضخه بشكل فجائي ومكثف على ذات المنطقة.

وبالأمس عادت الطائرات "لتعلن عن موعد الإفطار ولتوقظ الأهالي لوقت السحور"، وقالت "ام نضال" من بيت حانون لـ "معا" إن أطفالها لم يستطيعوا النوم طوال ساعات الليل وبعضهم ينتابه خوف شديد وتشنجات مستمرة.

فيما قالت أم محمد:" نشعر أن الانسحاب الإسرائيلي وهمي وإن كان حقيقياً فلما يعاود الاحتلال إرعاب أطفالنا والحقيقية أنهم غادروا المستوطنات خوفاً على مستوطنيهم وأطفالهم لا أكثر".
وردا على اقوال رئيس مستوطنة سديروت قال فتحي حماد أحد قادة حركة حماس في شمال قطاع غزة ان تهديدات الاحتلال الإسرائيلي بعدم تنعم أهالي قطاع غزة بالراحة والأمن مردودة عليه وأن الاحتلال هو من لن ينعم بهذا الأمن طالما لم ينعم به أهالي القطاع.

وأوضح حماد ان الفصائل اتفقت فيما بينها على أن تستمر التهدئة لنهاية العام الجاري، ولكن الاحتلال هو من يلتزم بهذه التهدئة وواصل عمليات الاغتيال والاعتقال وإعادة الانتشار وشن حملة اعتقال كبيرة في الضفة الغربية طالت 700 مواطن من كافة الفصائل وكان من آخر هذه الخروقات اغتيال القائد في سرايا القدس لؤي السعدي.

وأكد أن هذا الاختراق حدا بحركة الجهاد إطلاق الصواريخ قائلاً:" الاحتلال يريد أن يواصل خروقاته وعدوانه ولا يرد عليها الشعب الفلسطيني وعندما اتفقت الفصائل على التهدئة اتفقت على الرد على أي خرق إسرائيلي وإذا كانت التهدئة من طرف واحد فهو أمر لا يقبله الشعب الفلسطيني".

وأضاف قائلاً" الاحتلال قرر أن لا ينعم أهالي قطاع غزة بالأمن وهذه التهديدات مردودة عليه فهو لن ينعم بالأمن ولن يكون لهم أي استقرار طالما لم ينعم به اهالي قطاع غزة".

وحول رد فعل الفصائل 8 على جدية هذه التهديدات قال حماد أن هذا الرد محكوم بالسياسة العامة والحكمة، مستنكراً قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بتخويف المواطنين وخاصة الأطفال والنساء في الأجواء الرمضانية التي من المفترض أن تكون هادئة على حد تعبيره.