السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

صرخة لانقاذ حركة فتح

نشر بتاريخ: 27/10/2005 ( آخر تحديث: 27/10/2005 الساعة: 20:39 )
بقلم غسان المصرى :المتحدث الرسمى باسم الدائر السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية
نابلس معاً ً-بدأت مؤشرات الخوف من نتائج قرار المجلس الثوري لحركة فتح باجراء ما يسمى "البرايمرز "تتسع في أوساط القواعد الفتحاوية وأصبحنا في كل موقع من أرجاء الوطن نسمع مطالبة الحريصين على مستقبل الحركة بوقف الخطر الذي يهدد مصير حركتنا الرائدة التي قادت النضال الوطني وثورتة المسلحة منذ ما يقارب الاربعين عاماً ،ولا تزال تشكل الضمانة الوطنية لمستقبل الشعب الفلسطيني ،وقضيته .

ويتمثل هذا الخطر في الطريقة التي اعتمدها المجلس الثوري لاختيار مرشحي الحركة لانتخابات المجلس التشريعي القادمة ،حيث تعمل على وضع القيادي والكادر والعضو والنصير والمستقل وأي مواطن عادي في دائرة الترشيح والانتخاب ،والمشاركة في العملية الديمقراطية التي لاتخضع لأي معايير تنظيمية أو حركية بل أخذ ت شكل الاستفتاء الجماهيري على مرشحي الحركة وابتعدت عن ديمقراطية التنظيم لتصبح ديمقراطية الشارع هى البديل وهذا يؤدي الى تعويم الحركة وانتاجها على الشارع الفلسطيني وبالتالي انهاء أي خصوصية لابنائها ويكرس عملية التفكك والانفلات لغياب العمل بالنظام الداخلي الذي يحدد من هو العنصر، وحقوق الاعضاء في انتخاب مستوياتها القيادية والتى تعتبر احد اهم هذة الحقوق ، اضافة الى الزام العنصر بأنظمة وقوانين الحركة كأساس لحصوله على عضويتها

لهذا نجد كل فتحاوي مخلص يستشعر الخطر الكبير في طرح كوادر ومناضلي الحركة للاستفتاء عليهم في مزاد جماهيري شبه مفتوح يستطيع المشاركة فيه كل من حصل على تذكرة دخول وهي الاستمارة التي توزع بعشرات الاًلاف لتعبئتها في الاسواق والمحلات وأماكن التجمعات حيث بدأ كل مرشح حشد أبناء عائلته وعشيرته وأصحابه وجيرانه لتعبئة أكبر عدد ممكن بهدف توسيع قاعدة مؤيديه لانتخاب فيما يسميه المجلس الثوري" البرايمز" وبالتالي بدأ كل فتحاوي يتساءل الى أين نحن ذاهبون؟

ولماذا نسمع ونشاهد كل يوم اهدار هيبة وكرامة حركتنا الرائدة المناضلة التي تكاد تصبح مشاعا للجميع يستطيع أي كان المشاركة في الترشيح والانتخاب لغياب المعايير الواجب توفرها للمرشح واسقاط شرط العضوية في الحركة الممارسة لحق الانتخاب وبالنتيجة لا يمكن الدفاع عن شرعية المنتخب على أنه قرار انتخابى فتحاوى يمثل فتح في المجلس التشريعي وهنا تكون بداية النهاية لحركة الجماهير ، أول الرصاص والحجارة وصانعة الحرية والاستقلال والتحرير ، في هذا السياق فان نتيجة الاستمرار في هذا" البرايمز" ( البازار ) ليست بحاجة الى تحليلات واجتهادات لقراءه وتوقع الخطرالذي يهدد وجود ومصيرة حركة فتح ، وها هي قواعد الحركة في مختلف مناطق الوطن تعبر عن حالة الارتباك وتطلق صرخة تحذير من الدوس على لغم" البرايمز" الذي سيفجر الحركة.

ويبقى لنا أن نتساءل عن موقف الاخوة والاخوات أعضاء المجلس الثوري المشرفين على تنظيم" البرايمز" والذين أعلنو خطورة النتائج المتوقعة ويستمروا في متابعة اشرافهم لماذا لم يأخذوا موقفا شجاعا ويعلنوا رفضهم لهذه الالية ويستقيلوا من لجنة الاشراف المركزية لينضموا الى قواعدهم الفتحاوية ويحشدوا الصفوف لحماية وانقاذ حركة فتح التي مارست ديمقراطية التنظيم في احلك الظروف في الشتات بينما يسعى بعض قيادييها ونحن على ارض الوطن لتكريس نهج المخترة والابوية من خلال فشل المناطق في مشروع" البرايمز" وبالتالي يلجأون تقديم فروض الطاعة والولاء لهم لينضموا الى قيادتهم للحركة من خلال هروبهم من العمل بديمقراطية التنظيم والعمل بديمقراطية الشارع