الإثنين: 06/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

ربّنا لا تؤاخذنا عما فعله" السفراء" منا بقلم رئيس التحرير ناصر اللحام

نشر بتاريخ: 29/10/2005 ( آخر تحديث: 29/10/2005 الساعة: 19:19 )
معا - شعر المواطنون الفلسطينيون بالصدمة عندما قرأوا تفاصيل مخجلة عن سفراء فلسطين في دول العالم وكيف عمل السفراء على تحويل السفارات الى مزارع خاصة ، وحقيقة الامر ان المواطن الفلسطيني انتبه مؤخرا لهذا الملف الذي كان بعيدا عن وعيه ، ففي حين كان سكان الارض المحتلة يخوضون المقاومة وانتفاضتين طويلتين في العشرين سنة الماضية لم تكن معرفتهم بامور السفارات تتعدى معرفة اسم السفير ،او ان زوجته سرقت تبرعات عربية ومصاغا ذهبية لفلسطين ، فمعظم كوادر الثورة في الارض المحتلة كانوا ممنوعين من السفر او ان الاحتلال زجّ بهم في السجون .
ورغم اقامة السلطة الفلسطينية عام 1994 والسماح لكوادر الارض المحتلة بالسفر بقي ملف السفراء تحت يد الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي لم يكن بوارد احد مهما علا شأنه ان يعارض قراراته باعتباره الزعيم الاوحد.
وحقيقة الامر ان الفصائل والتنظيمات الاخرى في الثورة الفلسطينية لم تول اية اهمية لهذا الملف فاصبحت وكأنها مشاركة في جريمة تحويل هذه السفارات الى ممالك خاصة لاصحاب السعادة والذين من بينهم من لم يدخل فلسطين اصلا .
ومع بداية انتفاضة الاقصى انتبه قادة اقليم فتح في الارض المحتلة الى هذا الملف ، وصاروا يجاهرون بضرورة كنس السفراء الذين غرقوا حتى اعناقهم في الفساد او التجارة او الاسفاف السياسي ، وانهم تحوّلوا الى علامة مخجلة لفلسطين ونضالات فلسطين وان القصص والروايات التي تسرد عنهم وعن نسائهم لم يعد احد يطيق سماعها . واذكر ان احد قادة فتح جاهر ذات يوم امام حضرة الرئيس عرفات وقال " يا سيادة الرئيس ، ان سفير فلسطين في البلد الاوروبي كذا يملك قصورا وكلبا ناعما واموالا طائلة وحين ذهبنا لنمثل فلسطين في تلك الدولة لم يكلف نفسه عناء مصافحتنا هو وزوجته التي تتسابق مع المراهقات الاوروبيات في شراء احدث المقتنيات والالبسة " الرئيس الراحل عرفات لم يعقب بشئ ونظر في وجه وفد الشبيبة الفتحاوية ولكن المتحدث باسمهم واصل حديثه واضاف " انا اقترح يا سيادة الرئيس ان تنقل هؤلاء السفراء الى هنا ليأخذوا قسطا بسيطا من النضال وان ترسل الى تلك الدول عددا من الاسرى الذين امضوا عشرات السنين في زنازين الاحتلال ليمثلوا فلسطين " ولكن الرئيس عرفات لم يعقب بشئ .
ورويدا رويدا اصبح الامر مادة للنقاش في كل محفل ولم يعد شبان الارض المحتلة يطيقون سماع القصص السخيفة لبعض السفراء او ان يقوم احد سفراء فلسطين بالمتجارة بالمشروبات الروحية والسيارات وقيل يوما ان سفير فلسطين في احدى الدول الافريقية قام بقتل الملحق في مكتبه لاشتباهه بمعاشرة زوجته .
احد نشطاء كتائب الاقصى من المبعدين عن كنيسة المهد اقتحم سفارة فلسطين في بلد اوروبي واشبع السفير ضربا وصفعات وطرده من السفارة وحين اتصل به السيد فاروق القدومي لمعاتبته رد عليه المبعد " يبدو انني مضطر لتعيين نفسي سفيرا لفلسطين هنا " ثم اتصل الرئيس الراحل عرفات بالمبعد الذي فقد صبره وحين شرح المبعد الفتحاوي مبررات فعلته قال له ابو عمار " على بركة الله " وهو ما فهمه ناشط كتائب الاقصى بانه فعلا اصبح السفير الجديد لكنه لم يقبل بالتكليف واعاد السفير السابق بشروط .
الكاتب الفلسطيني عدلي صادق من خانيونس والذي جرى تعيينه سفيرا لفلسطين في رومانيا كتب في صحيفة الحياة الجديدة الصادرة نهار الجمعة 28 تشرين اول عن وجه اخر وصفه بالمضّحك في سلوك السفراء الذين يمثلون فلسطين في دول العالم فكتب بشكل ساخر " قال السفير القديم في السودان ( والمقصود عمر شلايل ) لمن سيأتي بعده ( والمقصود سيد المصري ) قال له " لعلمك ، لم يكن هناك اجهزة تكييف في السفارة فقد اشتريتها على حسابي اما اثاث البيت والسيارة والمرسيدس فهذه اشياء خاصة امرها مفهوم ومحسوم والكل يعرف انني اشتريتها وعليك يا اخي ان تبدأ من الصفر " .
ويقول عدلي صادق " لم يكن السفراء القدامى واللاحقون سيفعلون ذلك لو ان لدينا قيادة قوية ذات حساسية معقولة حيال مسألة المال العام وحيال مسألة صورة فلسطين العامة " ويصف الكاتب الفلسطيني ما يحدث في السفارات الفلسطينية بأنه " بالنسبة للبعض كانت في احد جوانبها القبيحة مهرجانا للسرقة من وكالة من دون بواب " .وتساءل صادق عن سبب تعيين بعض السفراء المتهمين بالفساد في سفارات جديدة ؟؟؟؟؟
كل هذا في كفة و" الطوشة " بين فاروق القدومي ووزير الخارجية الفلسطينية ناصر القدوة في كفة اخرى ، فبينما فلسطين تتعرض لابشع احتلال وقصف يومي وهناك عشرة الاف قائد فلسطيني في زنازين الاحتلال لا تزال اخبار " الطوشة " على من يدير السفارات تستفز كرامة الشعب الفلسطيني هنا وتدفع بالكتاب والسياسيين للتعليق الدائم عليها .
وفي الختام تجدر الاشارة الى تنقلات السفراء التي نشرت مؤخرا وهي على النحو التالي :

محمد الترشيحاني ـ ألبانيا
أنور الأغا ـ بنغلادش ـ (جديد)
جبر موسي أبو النجا ـ السنغال (جديد)
صلاح عبد الشافي ـ السويد (جديد)
خالد عريقات ـ أوكرانيا (جديد)
مي كيلة ـ تشيلي ـ (جديدة)
سمية البرغوثي ـ هولندا
ميادة بامية ـ البرتغال
يوسف رجب ـ باكستان
عفيف صافية ـ واشنطن
يوسف الهباب ـ تنزانيا
الياس صنبر ـ يونسكو (جديد)
عدلي صادق ـ رومانيا (جديد)
سعيد أبو عمارة ـ سلطنة عمان (جديد)
أسعد الأسعد ـ أوزباكستان (جديد)
سعيد موسي حمد ـ المكسيك (جديد)
أحمد رمضان ـ البحرين (جديد)
سيد المصري ـ السودان
حسن عبد الرحمن ـ المملكة المغربية
ماجد وادي ـ زيمبابوي
خالد غزال ـ بولندا
علي حليمة ـ جنوب أفريقيا
عطا الله قبيعة ـ كوريا الشمالية
محمد نبهان ـ صربيا والجبل الأسود (جديد)
سعيد الطميزي ـ غانا (جديد)
عبد العزيز الأعرج ـ فيتنام (جديد)
إبراهيم الزبن ـ كوبا
عماد الجدع ـ كولومبيا
نبيل الوزير ـ فنلندا
ذياب اللوح ـ الصين (جديد)
وليد إسماعيل حسن ـ كازخستان (جديد)
عزت عبد الهادي ـ استراليا (جديد)

السفراء المتقاعدون

عبد الرحمن الكردي ـ ألبانيا
محمود الخالدي ـ سورية
فؤاد البيطار ـ رومانيا
عصام بسيسو ـ البرتغال
شوقي أرملي ـ بلجيكا
يوجين مخلوف ـ السويد
نمر حماد ـ إيطاليا
عمر كتمتو ـ النرويج
أحمد الفرا ـ ماليزيا
رسمي عوض ـ إندونيسيا
زكريا عبد الرحمن ـ الصين
خالد ملك ـ الإمارات
أبو مروان ـ المغرب
أبو صخر ـ تركيا
عمر الخطيب ـ الأردن
مصطفي الشيخ ديب ـ السعودية
أبو سلطان ـ القنصلية ـ دبي
مروان عبد الحميد ـ اليونان
محمد صبيح ـ الجامعة العربية
تحسين ميقاتي ـ قطر
فوزي المشني ـ المكسيك
زهدي ترزي ـ دبي ـ تونس
عمر شلايل ـ السودان
عبد الشافي صيام ـ موريتانيا