الأحد: 28/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

تعليق من هاني المصري على اقوال وزير حرب الاحتلال شاؤول موفاز

نشر بتاريخ: 30/10/2005 ( آخر تحديث: 30/10/2005 الساعة: 14:06 )
نابلس- معا- قال شاؤول موفاز وزير الحرب الاسرائيلي إن السلام مستحيل مع الجيل الحالي من الفلسطينيين، وانه يجب انتظار " الجيل المقبل " لتحقيق ذلك مضيفا " اشك في ان نتمكن من التوصل يوما الى اتفاق سلام مع القيادة الحالية".

قبل التعليق على تصريحات موفاز، علينا ان نتذكر ان موفاز وشارون ومختلف اركان القيادة الاسرائيليه الحالية، كانوا يرددون قبل وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات بان عقد السلام مستحيل معه وان السلام ممكن مع خليفته.

وكانت القيادة الاسرائيلية تكيل المديح لـ " ابو مازن " سواء عند توليه مهمة رئاسة الحكومة او بعد توليه رئاسة السلطة ولكن عندما وجدوا ان " ابو مازن " لا يقبل بالعروض الاسرائيلية التي تصفي الحقوق الفلسطينية عادوا الى عزف نفس الاسطوانة المشروخة ولكن بعد تعديلات شكلية.

فبعد ان كانوا يتهمون ياسر عرفات بانه زعيم ارهابي او يدعم الارهاب اصبحوا يتهمون ابو مازن بانه ضعيف ومتردد ولا يريد ان يحارب الارهاب، والنتيجة في الحالتين واحدة وهي" ان اسرائيل تمضي في حربها العدوانية ضد الفلسطينيين وتواصل سياسة خلق الحقائق الاحتلالية الاستيطانية والعنصرية التي تحاول ان تجعل الحل الاسرائيلي هو الحل الوحيد الممكن لانه الحل المفروض على الارض.

قادة ومؤسسو الحركة الصهيونية انطلقوا من مقولة اساسية لتبرير مشروعهم الاستعماري الاجلائي العنصري وهي " ارض بلا شعب لشعب بلا ارض " وعندما وجدوا ان الشعب الفلسطيني موجود وبلور هويته الوطنية وكافح من اجلها وقدم التضحيات الغالية، اصبحوا يرددون بان جيل النكبة من الفلسطينيين سيموتون، واولادهم واحفادهم سينسون.

وعندما وجدوا ان الجيل الحالي لا يزال متمسكا بالحقوق والاهداف الوطنية، ولا يزال متمسكا بالكفاح من اجل تحقيقها، عادوا للقول ان السلام مع الجيل الحالي مستحيل.

الحقيقة التي يجب ان يعرفها الرأي العام الاسرائيلي وليس القيادة الاسرائيلية التي لا امل يرجى منها، بان اسرائيل هي التي لا تريد السلام، والدليل تمسكها بالاحتلال والاستيطان والعدوان، ورفضها الاعتراف بوجود شريك فلسطيني، لانها لا تريد شريكا يقف ندا لها وانما تريد وكيلا لها ينفذ ما تريده دون نقاش.

ولن تصبح اسرائيل ناضجة للسلام الا عندما تشعر وتقتنع بان خسائرها من الاحتلال اكبر من الفوائد التي تعود عليها منه، او بان ارباحها من السلام اكبر من ارباحها من الاحتلال، او كلا الامرين معا ولا يمكن ان يحدث هذا ولا ذاك، بدون ان يتحد الفلسطينيون جميعا خلف استراتيجية وطنية واحدة وقيادة واحدة وقرار واحد بصورة تجعل اسرائيل تدرك ان الزمن ضدها وليس في صالحها كما تعتقد.