الجمعة: 17/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

"معا" كانت هناك.. "العقبة" تواجه عقبات اسرائيلية:اسرائيل تتوعد سكانها بالتهجير وبيوتها بالتدمير لتغدو ساحة لتدريب قواتها

نشر بتاريخ: 27/05/2008 ( آخر تحديث: 27/05/2008 الساعة: 19:25 )
نابلس - معا - تقرير إخباري- لا تستغرب إذا ما زرت قرية العقبة الفلسطينية الواقعة على أطراف الغور على الحدود الفاصلة مع الاردن لتجد أن عجائب الدنيا السبع قد ازدادت واحده اخرى لتضاف قصتها الى قصص تلك العجائب الثمانية على الإطلاق ..

"معا" رافقت ممثلين عن مكتب الشؤون الإنسانية للامم المتحدة في الأراضي الفلسطينية الذي نظم الزيارة بمشاركة الجزيرة الفضائية ووكالة الـ "A P" والـ"AFP" و"الجارديان" البريطانية و"اللوموند" الفرنسية للاطلاع على الاوضاع الصعبة للقرية.


قرية بلا شوارع وبلا سقوف!

وما ان تصل القرية حتى تلوح لك مبانيها المتواضعة وشوارعها الترابية بعد ان منعت قوات الاحتلال محاولات تزفيت الشارع الرئيسي فيها ومنعت البناء فيها وحرمتها من المياه وشردت 700 من سكانها البالغ عددهم 300 نسمة وأقامت في محيطها ثلاث معسكرات للتدريب وقررت تدمير 35 منزلا ومنشاة من أصل 45 فيها وأطلقت النار على رئيس بلديتها حتى أصبح يتحرك على عربة متحركة ، وسكانها يتحدون الصمود أن يكون مثل صمودهم .

ساحة للتدريب !

قررت إسرائيل عام 1967 خلال احتلالها للضفة الغربية إقامة ثلاث معسكرات لتدريب قواتها العسكرية بكافة تشكيلتها في محيط القرية بذريعة ان جغرافية اراضيها تشبه جغرافية الجنوب اللبناني حيث أحاط جنود الاحتلال بالقرية وسكانها البالغة مساحتها 3500 دونم من كل اتجاه وبدأوا تدريباتهم فيها ليل نهار.

وفشل الجيش الإسرائيلي طيلة السنوات الماضية بالترهيب حينا وبالترغيب احيانا إجبار سكان القرية لاخلائها رغم قيام الجرافات الإسرائيلية بهدم عدد منها على فترات متفاوتة وقتل وجرح أكثر من 50 مواطنا بينهم رئيس بلديتها الحاج سامي صادق الذي أصيب بثلاث رصاصات عام 67 لازالت احداها جاثمة في صدره حتى اللحظة مما أجبره للجلوس على كرسي متحرك .

وقرر الجيش الإسرائيلي عام 2003 إصدار قرار يجبر سكانها البناء على 100 دونم فقط من أراضيها من أصل 3500 دونم مجموع أراضي القرية ما يشكل 3% فقط من مساحتها الكلية وهدم 35 منزلا ومؤسسة صحية وتعليمية في القرية من أصل 45 أخرى .

وبحسب تقرير للأمم المتحدة صادر عن مكتب الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية فان السلطات الإسرائيلية أصدرت 5000 آمر هدم ما بين عام 2000 إلى 2008 في مناطق جيم بحجة أنها غير قانونية .

مناشدة بالتدخل :

وطالب الحاج سامي صادق 48 عام رئيس مجلس بلدي العقبة خلال جولة في القرية نظمها مكتب الأمم المتحدة الإنساني مع مجموعة من الصحفيين كافة المنظمات الإنسانية وحقوق الإنسان بالتدخل لدى الحكومة الإسرائيلية للاجبارها عن التراجع عن قرارها .

وأكد صادق بأنه سيذهب لطرح قضية العقبة الفلسطينية أمام الكونغرس الأمريكي الشهر القادم بعد استكمال أوراقه من القنصلية الأمريكية بالقدس رغم أنه يسير على عربه متحركة وذلك لقناعته بعدالة قضيته.

وقال انه لم يغادر العقبة إلا مرة واحدة للأداء مناسك الحج في السعودية وهذه المرة من اجل العقبة الى الكونغرس الأمريكي .

واستغرب صادق من الأسباب التي تسوقها الحكومة الإسرائيلية لتبرير هدم القرية باعتبار ان المنطقة التي تقع فيها منطقة عسكرية مغلقة وإنها تشبه الجنوب اللبناني.

وقال: لقد تمكنا طيلة سنوات طويلة عن طريق محكمة العدل العليا الإسرائيلية من إخلاء احد المعسكرات الثلاثة وهو معسكر تسيفع والذي يبعد عدة كليوامترات فقط عن القرية .

اصرار وتمسك بالارض :

ويرفض أهالي القرية ال300 الباقين فيها كافة التهديدات الإسرائيلية، وقال الحاج محمد صالح أبو نائل74 عاما أن لديه 120 دونما من الأرض وهي مسجله لديه في الطابو ولدى عدد من احفاده الـ 70 وأنه باق في ارضه رغم أن الجيش الاسرائيل هدم منزله منذ عدة سنوات إلا أنه اعاد بناءه من جديد وانه سيبنيه ثانية بعد ان صدر قرار جديد بهدمه .

وأبو خالد 86 عاما عاد إلى القرية بعد 44 عاما على تركها بسبب عمله مؤذنا في احدى القرى المجاورة ( عين البيضة ) ويقول: لدي 49 دونما في القرية ولن اتركها لأنها أرض أجدادي وأبنائي يتعلمون ومنهم من يعمل خارج القرية ومنم من بداخلها ولايزال الجيش الإسرائيلي يتدرب في القرية ومحيطها حيث تم تدمير محصول القمح خلال تدريباتهم ومع ذلك لن أغادر القرية .