الإثنين: 27/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

المجلس الأعلى للتربية والثقافة والعلوم يعقد ندوة تربوية حول "التعليم الأساسي في فلسطين

نشر بتاريخ: 02/06/2008 ( آخر تحديث: 02/06/2008 الساعة: 20:33 )
رام الله-معا-نظم المجلس الأعلى للتربية والثقافة والعلوم التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، اليوم في مقر المعهد الوطني للتدريب التربوي التابع لوزارة التربية بالبيرة، ندوة تربوية حول "التعليم الأساسي في فلسطين من منظور ثقافي عصري تنويري"، برعاية أ.لميس العلمي، وزيرة التربية والتعليم العالي، ومشاركة محاضرين من الوزارة وجامعة بيرزيت، وجامعة القدس المفتوحة، ومركزالقطان.

وأكدت العلمي، في كلمتها على أن الوزارة تبذل قصارى جهدها على كافة المستويات الدولية والمحلية والمؤسساتية الإدارية والتخطيطية، لتحقيق أهدافها في تمكين الجميع من التعلم وتوفير تعليم نوعي وعصري لأطفال فلسطين.

وبينت العلمي أن وزارة التربية تقف أمام تحديات كبيرة وخاصة فيما يتعلق بتطبيق خطتها الخمسية الثانية، والتي تعتبر استراتيجية تأهيل المعلمين من أبرز عناصرها.
وأشارت العلمي إلى أن تأهيل المعلمين ضمن استراتيجية الوزارة الوطنية، يهدف إلى تطوير نوعية التعليم، وتحديد سياسات إعداد المعلمين، وتزويدهم بمنظومة من الخبرات والقيم والمعارف والاتجاهات الحديثة التي تمكنهم من تسيير أمورهم وتهيئتهم للمشاركة ببناء مجتمع ديمقراطي.

وبينت العلمي ان وزارة التربية في سياساتها تسعى إلى مواكبة التطور العلمي في عمليتها التربوية، وفي مراجعة وتطوير المنهاج الفلسطيني بشكل مستمر، وإطلاق مبادرة التعليم الإلكتروني وتفعيلها.

وأكدت العلمي في ختام حديثها على أهمية الشراكة المحلية والدولية في دفع العملية التربوية، وإحداث تنمية حقيقية تحفظ مستقبل أطفال فلسطين، وتمكنهم من الحصول على تعليم نوعي كباقي اطفال العالم.

من جانبه بين يحيى يخلف رئيس المجلس الأعلى للتربية والثقافة والعلوم، أن المعلم والمناهج والاساليب والتقنيات والبيئة المدرسية وتعليم الديمقراطية وتعزيز الهوية تعتبر من اساسيات العملية التعليمية واحداث عملية التنمية في المجتمع الفلسطيني وأن التعليم الأساسي هو القاعدة الأساسية، واللبنة الأولى في النظام التربوي، وهو الذي يفتح الآفاق أمام الطلبة لتحديد خياراتهم، وبناء مستقبلهم.
وأوضح يخلف أن انعقاد هذه الندوة تأتي في ظل أجواء النهوض التي تشهدها العملية التربوية بتخطيط واع من وزارة التربية والتعليم يسهم في دعم وتعزيز الرؤى التي تسعى الوزارة لتحقيقها.

وقال يخلف:"إن التأكيد على البعد الثقافي العصري التنويري، يهدف إلى مواكبة مستجدات العصر، وبناء شخصية الطالب وتعزيز ثقافته وهويته، وتجاوز التلقين إلى المشاركة الفاعلة، والاستفادة من نظم المعلومات ومجالات الحاسوب".

وأكدت لويزا هاكسهاوزن، رئيسة مكتب اليونسكو في فلسطين، على اهمية دعم قضايا التعليم والثقافة في فلسطين ومتابعتها، حتى يتمكن الأطفال من مواجهة التحديات المستقبلية، وقالت:"في أوقات الأزمات والصعاب غالبا ما تهمش الثقافة في ظل الإحتياجات الملحة الأخرى كتوفير الغذاء والمأوى، ويأتي تدخل اليونسكو في مثل هذه الظروف لاحياء الثقافة والمساهمة في تطوير التعليم انطلاقا من مبدأ أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في المجتمع".

وشددت هاكسهاوزن على ضرورة التعاون بين مختلف الأطراف ذات العلاقة بالمؤسسات التعليمية المختلفة، لرفع مستوى التعليم وإثبات ان الثقافة في فلسطين من أعلى النسب العالمية، رغم ما تمر به المنطقة من أزمات ومعيقات.
وتحدثت في الجلسة الأولى الدكتورة تفيدة الجرباوي، من جامعة بيرزيت، حول "التعليم الأساسي في فلسطين، الحاضر والرؤى من منظور ثقافي تنويوي"،
أشارت من خلالها إلى جملة من المقومات الأساسية التي يجب توفرها لانجاح العملية التربوية، كالانعتاق من الهيمنة السياسية والاقتصادية الخارجية، والسيادة الفعلية على أرض فلسطين، واستبدال الخيال الأسطوري بالمنهج العلمي، وتكريس وتحفيز الأسس القاعدية في المجتمع التي ترسخ الاحترام وحرية التعبير عن الرأي، من خلال تغيير الواقع المعاش والتركيز على القاعدة النظرية التي تؤسس للممارسة العلمية، إضافة إلى دمج التعليم التعلمي في السياق الثقافي المجتمعي والإنساني، ومشاركة جميع ركائز المجتمع ومؤسساته المدنية من خارج الإطار التقليدي للمدرسة.

وقدم المحاضر في جامعة بيرزيت د.عبد الكريم البرغوثي، ، ورقة عمل حول دور البيئة التعليمية في تنمية الثقافة وترسيخ القيم، وقدم الدكتور صبري صيدم، المحاضر في جامعة بيرزيت نبذة عن واقع التعليم والتكنولوجيا والثقافة في فلسطين، والتحديات الثقافية والوطنية والتربوية الناجمة عن استخدام الحواسيب.

بينما قدم علي مناصرة، مدير عام المباحث الإنسانية والاجتماعية في مركز المناهج، ورقة حول "دور المنهاج في تعزيز المنظور الثقافي العصري للتعليم الأساسي"، أشار فيها إلى أن الوزارة تعد خطة شاملة لتقويم المناهج تقويما علميا تربويا موضوعيا شاملا، كمرحلة هامة من مراحل تطوير المناهج مستقبلا، وكاستحقاق تربوي أخلاقي تجاه الطلبة، وتشمل تقويم المناهج المكتوبة، والإجرائية، والمكتسبة.

فيما قدم جهاد زكارنة، وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد، ورقة حول "التعليم غير الرسمي والنهج التربوي في الممارسة"، أكد من خلالها على أن التعليم غير الرسمي هو شكل من أشكال المعارض المبدعة والبناءة، ويعمل على توسيع قاعدة الشراكة مع المجتمع، وخلق مناخ وبيئة للإبداع والإنطلاق بعيدا عن الروتين والتعليمات، وتفعيل الحراك التربوي والثقافي في جو المنافسة والرقابة الأخلاقية، والدفع باتجاه تطوير وتعديل بعض السياسات التربوية والمواقف المجتمعية.

وقدمت الدكتورة نادية القواسمي، من جامعة القدس المفتوحة، ورقة عمل حول "التعليم والثقافة"، واستخدام التكنولوجيا الحديثة في المدارس الأساسية في فلسطين، مؤكدة على ضرورة إعداد الدراسات والأبحاث التي تهدف إلى معرفة أثر التقنيات على تحصيل الطلبة في المدارس الفلسطينية الأساسية، ووجهة نظر المعلمين والمتعلمين في استخدام هذه التقنيات والوسائل التعليمية الحديثة، ومدى فاعليتها في العملية التربوية، وتعميق الثقافة ونشر الوعي الثقافي المعرفي بما يستجد من تطور في البيئة المحلية والإقليمية.