الثلاثاء: 14/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

هدنة الضعفاء- من مصلحة اسرائيل ان تستمر التهدئة حتى نهاية العام

نشر بتاريخ: 19/06/2008 ( آخر تحديث: 19/06/2008 الساعة: 12:26 )
بيت لحم- تقرير معا- رغم التصريحات " النارية " التي يطلقها العديد من القادة في اسرائيل الا ان اسرائيل تبدو بحاجة ماسة الى التهدئة مثلها مثل حماس تماما.

صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية كانت اختارت عنوانا بليغا وصفت فيه التهدئة باتفاق الضعفاء ، اي ان اولمرت الذي يحقق النائب العام في 4 ملفات فساد ضده غير قادر على اتخاذ قرار سياسي ضد حماس كما ان وزير الجيش وزعيم حزب العمل باراك لا يريد الوقوع في خطا سلفه عمير بيرتس حين شن حزبا على حزب الله في صيف 2006 وطار من منصبه على اثرها.

يديعوت احرونوت نشرت كاريكاتيرا ساخرا من كتائب القسام الا ان القسام ترد وتشدد على انها "جاهزة وعلى أتم الاستعداد لتوجيه ضربة عسكرية تهزّ اسرائيلي إن لم يلتزم الاحتلال بكافة بنود التهدئة المتفق عليها، محملة اياه نتائج أي حماقات قد يرتكبها".

اما حماس فهي في حالة لا يقلل من مخاطرها ، والشعب في غزة محاصر والجوع والقهر يتفشى وسط السكان كما ان حماس بحاجة لالتقاط انفاسها.

التصريحات النارية التي تخرج من هنا وهناك هي بمثابة تعويض عن الشعور بالعجز وعدم القدرة على هزيمة الطرف الاخر بطرق خشنة.

كما انها دعاية انتخابية مجانية للزعماء والقادة الذين يريدون الهاب مشاعر الجبهة الداخلية هنا او هناك والخروج بموقف "بطولي " يضمن التنافس على مقعد متقدم في الانتخابات القادمة.

وبحسب بعض المحللين السياسيين في اسرائيل مثل امنون ابراموفيتش فان التهدئة قد تستمر الى حين انجاز الانتخابات الداخلية للاحزاب لاسرائيلية، اي حتى اوكتوبر او نوفمبر او حتى نهاية العام . فالمجتمع الاسرائيلي حسم امره لصالح انتخابات مبكرة وليس لصالح حرب ضد قطاع غزة.

فلسطينيا هناك الكثير من المهام التي يجب انجازها للاستفادة من التهدئة وعلى رأسها :
اولا : انهاء ملف جلعاد شليط باعتبار ان انهاء هذا الملف بصفقة تبادل يعتبر مصلحة فلسطينية ايضا وليس اسرائيلية فقط .

ثانيا : الاستفادة من التهدئة في تعزيز حكم ديموقراطي صالح في غزة وتطبيب جراح المجتمع المحاصر.

ثالثا : ترطيب العلاقة "المتوترة" مع مصر والسير قدما نحو انجاز تفاهمات واضحة وثابتة بخصوص معبر رفح.

رابعا: اتمام الحوار الوطني لان التهدئة لا يمكن ان تنجح اذا كانت مسألة حزبية بحتة / ونجاحها مشروط باتفاق فصائلي وطني كبير.

وما يشير الى صحة الاعتقاد بانها تهدئة الضعفاء فعلا فاننا نسأل : اذا كانت الاطراف جميعها تعتقد انها قوية فلماذا قبلت بالتهدئة ؟.