الأحد: 22/06/2025 بتوقيت القدس الشريف

فوز ألماني بنكهة تركية

نشر بتاريخ: 26/06/2008 ( آخر تحديث: 26/06/2008 الساعة: 16:57 )
بيت لحم - معا - منتصر إدكيدك - هو الدهر دول.. يوم لك ويوم عليك.. وفي لقاء الأمس انقلب الدهر ليصفع المنتخب "العنيد" ويقصيه بعيدا عن النهائي بهدف يحمل نفس تفاصيل البصمات التركية في جميع مبارياته في هذه البطولة. الهدف الألماني من فيليب لام في مرمى رشتو في الدقيقة "90" من عمر المباراة كان مؤلما لأبناء الأنضول الذين بدئوا مباراة الكبار بأسلوب ومهارة الكبار وبرفقة الإمبراطور فاتح تريم.

مباراة كان لها وقع سياسي، اجتماعي، رياضي وثقافي، تغنى بها الجميع، وتابعها الملايين من العرب والمسلمين في جميع بقاع العالم، حتى رئيس المنتخب التركي في مقابلة له مع مراسل الجزيرة من ارض الملعب طالب جميع الجماهير الإسلامية أن تتضامن مع الفريق التركي في هذه المباراة، وهذا ما قاله من بعدها مقدم الجزيرة مؤكدا على هذا الأمر. وهنا كان لا بد من ذكر أمر مثير لاحظته بالأمس في نادي القدس في العاصمة المقدسية، ففي كل يوم يوجد فيه مباراة يعرض النادي المباراة على شاشة كبيرة ليتابعها عدد من أعضاء وأبناء النادي، ولكن بالأمس ارتفع عدد الجمهور لتمتلئ ساحة العرض وتعج بالجماهير التي كانت تشجع المنتخب التركي جميعها بشكل جنوني، ففي كل كرة تركية كانت يبدأ الجمهور بالتشجيع ومع كل ركلة كانت ترفع الأيدي إلى السماء داعية بأن يحرز الأتراك هدفا. بكل صدق جو المكان تحول لمتابع يجلس في ارض الملعب بين جمهور المنتخب التركي ويتابع تحركات اللاعبين خطوة بخطوة.

والاهم أن انقطاع التيار الكهربائي في مركز البث الدولي ولمدة طويلة خلال الشوط الثاني لم يفزع المشاهدين بأن يغادروا المكان بل واصلوا متابعتهم للنتيجة أثناء الانقطاع عبر الاتصالات مع أصدقائهم خارج النادي المتابعين على القنوات الإسرائيلية والأوروبية الأخرى، الأمر الذي يؤكد أهمية المباراة في جميع النواحي الاجتماعية على المواطن العربي والإسلامي، وكذلك عندما لوحظ أن المنتخب الألماني قد سجل الهدف الثالث، لم ينسحب الجمهور من ساحة النادي بل انتظر الجمهور دخول هدف التعادل من المنتخب التركي على أمل بان يتحقق هذا الهدف كما عودنا المنتخب التركي، ولكن الحظ كان حليف الألمان في هذه المرة ليخرج المنتخب العنيد بعيدا ولكن مرفوع الرأس غير خاسرا لأنه حقق أكثر مما أراد بداية.

وهنا يجب الوقوف على أداء المنتخب التركي الذي ابهر الجميع وفاجأ الملايين من عشاق الكرة المجنونة بأن فريقا كهذا وبتشكيلة تنقص تسعة لاعبين من ابرز نجوم المنتخب وتركيا كاملة يحمل إصرارا وعنادا يؤهله لأن يكون فقط على منصة التتويج، أو أن ينظر المنتخبات الأوروبية لمستقبله مع المدرب الإمبراطور تيريم الذي يستحق كل التقدير، والذي في اعتقادي لو تابع تدرب المنتخب التركي مع هذه النجوم سيكون بكل تأكيد من المتأهلين لكأس العالم ومن المنافسين هناك في جنوب أفريقيا.

نهاية مباراة نأمل أن نتعلم فقط الدروس والعبر من هذه البطولة التي حملت أثرا ووقعا كبيرا في نفوس المتابعين، وبشكل خاص مباريات المنتخب التركي الذي فاجأ وأبهر الجميع بأدائه وصبره وإصراره، وهذا ما نفتقده نحن العرب، وهذا ما علق عليه الزميل مصطفى الآغى في برنامجه الرياضي صدى الملاعب من يومين فقط!!

والأمر الآخر أن المنتخب التركي حصل على التأييد والتشجيع من أغلب الجماهير الفلسطينية وبطريقة جنونية، فكيف لو كان المنتخب الفلسطيني يلعب في بطولة مهمة أو شاء القدر بأن نكون في كأس العالم.. اعتقد بأن الشوارع سوف تتوقف عن الحراك وتغلق المحال والحياة ليكون منتخبنا الفلسطيني هو الأفضل.

ولهذا احلم بأن يحقق منتخبنا الفلسطيني انتصارا حقيقيا في بطولة غرب آسيا لنشعر بالجو الكروي الفلسطيني، ولكي نعيش أجواء التشجيع المخلصة لفريقنا وبلدنا وليس للغير مع كل الحب والتقدير للغير.