الجمعة: 17/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

باحثة فلسطينية تنتج نماذج فكرية إعلامية لخدمة قضايا الصراع العربي الاسرائيلي

نشر بتاريخ: 19/07/2008 ( آخر تحديث: 19/07/2008 الساعة: 22:11 )
بيت لحم -معا- حصلت الباحثة الفلسطينية زينات محارب ابو شاويش علي درجة الدكتوراه من معهد اليحوث والدراسات العربية بالقاهرة بامتياز مع مرتبة الشرف الاولى، على انتاجها نماذج فكرية إعلامية لخدمة قضايا الصراع العربي الاسرائيلي، والتوصية بطباعتها وترجمتها وتداولها مع الجامعات والمؤسسات المعنية بشئون قضايا الصراع العربي الاسرائيلي، وقضايا اللاجئين الفلسطينيين.

وقالت ابو شاويش :"انها ارادت ان تصنع فلسفة الانتصار عبر الانتاج الفكري الذي تجيد العزف في ترهات معارفه، ففي الوقت الذي تأزمت فيه قضية فلسطين واقتتل الاخوة في الداخل ارادت ان تبعت للجميع رسالة مفادها ان فلسطين لن تموت وان اللاجئين والشتات باقون حتي يوم العودة"، قدمت الباحثة رسالتها في موضوع دور وسائل واساليب الاتصال في تشكيل اتجاهات اللاجئين الفلسطينيين نحو قضايا الصراع العربي- الاسرائيلي.

وجمعت في هذه الرسالة بين عدة جوانب اهمها كان الجانب الاعلامي الذي احتوي على ثلاث نظريات اعلامية هي، نظرية التسويق السياسي، ونظرية الاعتماد، ونظرية الهوية الثقافية، حيث قامت الباحثة بتفكيك هذه النظريات وخلق نماذج فكرية اعلامية منها يمكن الاستفادة بها وتوظيفها من خلال وسائل الاعلام المختلفة من اجل خدمة قضية اللاجئين الفلسطينيين بشكل خاص وقضايا الصراع العربي - الاسرائيلي بشكل عام.

وقامت الباحث بخلق اوعية اعلامية من هذه النظريات، من اجل تطبيقها في الجانب الميداني الاعلامي، بما يتفق مع سياقنا الحضاري العربي والاسلامي، وكان الجزء الثاني من الرسالة هو عرض وتحليل قضية اللاجئين الفلسطينيين على مستوياتها المختلفة السياسية والاجتماعية والقانونية، عبر مساقات مختلفة، مفندة الاشكاليات المعرفية التي تدور حول ماهية اللاجئين الفلسطينيين وتعدادهم وفئاتهم وهويتهم الوطنية.

ثم خصصت الباحثة بعد ذلك مبحثا حول طروحات عمليات التسوية السياسية الخاصة بقضية فلسطين بشكل عام، وبقضية اللاجئين الفلسطينيين بشكل خاص حيث قدمته بشكل كورنولوجي أي ترتيب وتسلسل زمني منذ ما قبل عام 1948 حتى عام 2007، واخيرا كان في هذا المبحث هو الموقف الاسرائيلي من قضايا اللاجئين الفلسطينيين.

كذلك احتوت هذه الرسالة على دراسة تحليلية ودراسة ميدانية، الدراسة التحليلة شملت عينة من الصحف الفلسطينية اليومية صحيفة تابعة لحركة فتح ( الايام) والاخرى تابعة لحركة حماس (فلسطين) وذكرت الباحثة ان من اهم نتائج هذه الدراسة التحليلية ان الصحف الفلسطينية ساهمت بشكل أو بآخر في شق الصف الفلسطيني بل ان هذه الصحف لم تكن حارسا امينا علي الحلم الوطني الفلسطيني بما يخدم اهدافه التحررية والوطنية في الفترة الزمنية محل البحث.

واخيرا كانت الدراسة الميدانية التي قدمت فيها الباحثة عينة من اللاجئين الفلسطينيين شملت تسع دول على نطاقات جغرافية مختلفة، شملت ( امريكا , كندا ، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، والامارات، وقطر، السعودية، ومصر) حيث كان من اهم نتائج الدراسة الميدانية هو تمسك اللاجئين الفلسطينيين في الشتات بحق العودة، برغم اختلاف بيئاتهم الجغرافية وتنوعهم الثقافي والايدلوجي.

واكدت الدراسة الميدانية على اهمية وسائل الاعلام في حياة اللاجئين الفلسطينيين في الشتات حيث جاء الانترنت والفضائيات في المرتبة الاولى في اعتمادهم عليها في اشباع احتياجاتهم فيما يتعلق بقضايا الوطن والداخل الفلسطيني وقضايا الصراع العربي- الاسرائيلي بشكل عام.

واشادت لجنة المناقشة بهذه الاطروحة العلمية حيث وصفها الدكتور احمد يوسف احمد عميد معهد الدراسات والبحوث العربية، واستاذ العلاقات الدولية بأنه اضافة قيمة للمكتبات العربية السياسية والاعلامية، اضافة الى ان كل مبحث من هذه الرسالة يضاهي اعمال كبار المفكرين العرب ان لم يكن يسبقهمز

وكذلك اضافت الدكتور مني الحديدي رئيسة قسم الدراسات الاعلامية بالمعهد:" ان هذه الرسالة تعد علامة متميزة في الحقل الاعلامي العربي، واننا الان امام باحثة موهوبة ننتظر منها الكثير للامة العربية وليس لفلسطين فقط".

كما اشادت الدكتورة راجية احمد قنديل المشرفة على الرسالة بشخصية زينات ابو شاويش ووصفتها بالجادة الموهوبة والمتميزة، قائلة عنها:" نستطيع الان ان نقول ان امام باحثة تمثل كل الشعب الفلسطيني وتدافع عنه بشكل علمي واكاديمي يثير دهشة واعجاب كل من يطالع اعمالها وابحاثه"،ا مشيرة الى ان للباحثة العديد من الابحاث والاسهامات الفكرية الاخرى.

واشادت الباحثة بمواقف المرحوم الدكتور والمفكر الكبير عبد الوهاب المسيري في حياتها البحثية، وقدمت له اهداء خاصا، واكدت انه هو من شجعها علي فكرة نقد النماذج الاعلامية وبنائها، بعد ان رأي اهتمامها الحثيث بهذا الشأن، كما أهدت الباحثة نجاحها الي وطنها فلسطين قائلة:" اذا كنا لا نستطيع حملة اسلحة قتالية فسنحمل اسلحة دفاعية ننقل بها وطننا وامتنا من براثن الهزيمة الي منابر الانتصار".