الخميس: 16/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

النائب قراقع: إسرائيل الدولة الوحيدة في العالم التي تعاقب الشهداء بعد الموت

نشر بتاريخ: 23/07/2008 ( آخر تحديث: 23/07/2008 الساعة: 14:19 )
بيت لحم- معا- قال النائب عيسى قراقع أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعاقب الشهداء والأسرى بعد الموت مخالفة بذلك كل القوانين والشرائع الإنسانية والدولية من خلال احتجاز رفات الشهداء في مقابر سرية وعدم تسليمها لذويهم.

جاء ذلك خلال زيارة لمنزل الشهيد الأسير علي الجعفري في الذكرى الثامنة والعشرين لاستشهاده خلال إضراب سجن نفحة التاريخي عام 1981.

وقد استقبلت شقيقة الشهيد فاطمة الجعفري وفود وطنية وشخصيات من محافظة بيت لحم الذين احيوا الذكرى واغلبهم من رفاق علي الذين عاشوا معه في السجن ومنهم حسن عبد الجواد، صالح أبو لبن، ناجي عودة، محمد المصري، يوسف العارف، إبراهيم الزير، وفاء حميد، أبو علي حمامرة، أبو ياسر العزة، رامي الأزرق.

وقد القى الشاعر محمد العزة قصيدة بهذه المناسبة, وتحدث صالح أبو لبن عن حياة الشهيد وتجربة إضراب سجن نفحة والطريقة "البشعة" التي قتل فيها الأسير الجعفري وراسم حلاوة واسحق مراغة.

وأشار قراقع أن جثمان الشهيد احتجز 13 عام وهو الأسير الوحيد الذي احتجز جثمانه بعد استشهاده داخل السجن، معتبرا ذلك عقابا نفسيا ولا أخلاقيا لا زالت حكومة إسرائيل تمارسه بحق الشهداء والمفقودين.

وجدير بالذكر ان الأسير علي الجعفري استشهد خلال إضراب سجن نفحة التاريخي عام 1981 والذي تميز بشروط حياتية قاسية وقاتلة للروح الإنسانية والذي اعتبر منفى لأكثر من مائة معتقل في ذلك الوقت، مما دفع الأسرى إلى خوض إضراب مفتوح عن الطعام مطالبين بتحسين الحياة في هذا السجن واحترام كرامتهم الإنسانية.

واعتبر هذا الإضراب علامة فارقة ونقطة تحول في تاريخ الحركة الأسيرة ،وقد حاولت إدارة السجن كسر الإضراب بكل الطرق الوحشية عندما قامت في اليوم التاسع للإضراب بنقل 30 أسير في ظل أجواء إرهابية ومن ضمنهم علي الجعفري إلى سجن الرملة وهناك حاولوا إجبار المعتقلين على تناول الطعام بصورة إجبارية عن طريق إدخال الطعام عن طريق البربيج (الزوندا ) إلى المعدة ومن خلال الأنف، وكانت الطريقة التي يدخل فيه الأنبوب وسحبه عدة مرات مما أدى إلى إدخاله بشكل متعمد إلى القصبة الهوائية وهذا ما جرى مع الشهداء علي الجعفري وراسم حلاوة واسحق مراغة الذين استشهدوا بسبب ذلك .

ويشار الى ان الشهيد علي الجعفري ولد في قرية رفات سنة 1946 وهاجرت أسرته منها 1948 بعد النكبة إلى مخيم عقبة جبر في أريحا ثم انتقلت بعدها للعيش في مخيم الدهيشة، انتقل بعد دراسته للعيش في الأردن عام 1967 ودخل الشهيد بصحبة رفاقه من الأردن إلى الأراضي المحتلة لتنفيذ عمليات عسكرية ضد الاحتلال ، وفي 8/1/1968 وفي معركة في وادي القلط بأريحا اشتبك الشهيد ورفاقه مع جنود الاحتلال مما أدى إلى إصابته بجروح واعتقاله واستشهاد اثنان من زملائه.

كما حكم على الشهيد بالسجن المؤبد، وهو ينتمي إلى عائلة مناضلة إذ استشهد أخوه محمد وما زال رفاته محجوزا في مقابر الأرقام منذ عام 1967، واستشهد أخوه إبراهيم خلال أحداث أيلول عام1970واعتقلت شقيقته فاطمة 4 مرات بتهم أمنية مختلفة، وهدم منزلها الكائن في مخيم الدهيشة واستمر احتجاز جثمان الشهيد 13 عاما، وعند تسليمه عام 1993 جرت له جنازة مهيبة وكبيرة في محافظة بيت لحم حيث دفن فيها.

وقال قراقع ان ذكرى علي الجعفري تفتح ملف الشهداء المحتجزين في مقابر الأرقام العسكرية، وخاصة في ظل تسليم جثمان عدد من الشهداء وعلى رأسهم جثمان الشهيدة دلال المغربي إلى حزب الله في صفقة التبادل الأخيرة, مشيرا الى ان هناك لا زال أكثر من 200 شهيد محجوزين في مقابر الأرقام من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة.