الثلاثاء: 21/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

محامي نادي الاسير يروي قصة اعتقال وتعذيب الاسير الفتى جهاد المغربي من طولكرم

نشر بتاريخ: 10/08/2008 ( آخر تحديث: 10/08/2008 الساعة: 14:26 )
بيت لحم - معا - افاد المحامي رسلان محاجنة ان الاسير جهاد المغربي مر بتجربة اعتقاليه فريدة من نوعها من ناحية العذاب الذي تعرض له، وما اقدم عليه الاحتلال من ممارسات بحقه.

واوضح نادي الاسير في تقرير له تلقت "معا" نسخة منه، ان الاسير جهاد رياض المغربي 19 عاما، اخ لتسعة اخوة واخوات وابن لسميحة ورياض المغربي، شاءت الظروف ان تسكن هذه العائلة قبالة المنطقة الصناعية في طولكرم، وبيتهم يبعد عن مصنع "جاشوري" حوالي 20 مترا، وقد بدأت رحلة عذاب الاسير بعد وقوع عملية بالقرب من المصنع بتاريخ 25/4/2008 قتل على اثرها اثنين من الاسرائيليين.

وفي اليوم التالي، كما جاء في تقرير نادي الاسير، تم اعتقال الاسير المغربي، وبعدها تم اعتقال والدته سميحة (55 عاما) وهي ام لعشرة اطفال، وامضت في زنازين التحقيق 55 يوما، ليطلق سراحها دون ضمان او كفالة، وللضغط على الاسير المغربي استعمل محققو الشاباك كافة وسائل التحقيق من محاولات الضغط النفسي عليه، بالاضافة الى الضرب المبرح والتعذيب المستمر طيلة فترة الاعتقال، كما اعتقال خمسة من افراد عائلته لاجباره على الاعتراف، لكن جهاد ورغم صغر سنه صمد في التحقيق لمدة 105 ايام.

وبعد التحقيق وبالتحديد يوم الاثنين لاماضي، تواجد جهاد في محكمة الاستئناف العسكرية في عوفر، وبعد تردد كبير كما قال الحاكم العسكري مدد اعتقاله لغاية 11/8/2008 على ان تنتهي المخابرات من التحقيق معه وتطلق سراحه.

وفي يوم الاربعاء زار الصليب الاحمر جهاد في معتقل الجلمه، وبعدها اتصلوا باهله على ان يزوره محاميه بشكل فوري، فتوجه المحامي محاجنة للزيارة وبعد انتظار ما يقارب 3 ساعات احضر الاسير الى غرفة الزيارة من وراء الزجاج الفاصل، ومن حوله 4 من رجال الشرطة، وهو مربوط برجليه وبيديه من الخلف، ويتحرك بقوة كانه لا يستطيع المشي، وشكل وجهه مختلف، ويقول المحامي: "عندما جلس جهاد رايت علامات الاصابه في رأسه، وعند سؤالي له عما حصل معه، بدأ بالحديث والدموع تسيل من عينيه، وصدقوني القول انها المرة الاولى التي ارى فيها جهاد بهذا الوضع".

وذكر الاسير جهاد للمحامي :"انه بعد انتهاء جلسة المحكمة يوم الاثنين في عوفر ارجعت الى معتقل الجلمة في ساعات الليل، اعطوني فرصة للنوم، وعندما استيقظت لا اعلم كم كانت الساعة، فانا موجود في زنزانة انفرادية ولا ارى النور، وجاء رجال المخابرات واخبروني انهم سيصطحبونني في جولة، ربطوني بالقيود الحديدية وعصبوا عيني، ووضعوني في سيارة، وسرنا لمدة طويلة، هذا كان احساسي، وبعد وصولنا ادخلوني الى احد الغرف، وبعد ان ازالوا العصبه عن عيني رايت باني متواجد في صالون، بجانبه مطبخ وحمام مفتوحان على بعض".

واضاف الاسير: "قالوا لي بانهم من اليوم سيعاملونني معاملة حسنة، وبامكاني تناول الطعام والمشروبات الروحية والبذورات، وقالوا لي بانهم سيحضرون لي الفتيات، وعند انتهائهم من الطعام، لم اقبل ان اكل او اشرب وقلت لهم بانني قلت ما عندي في التحقيق، وانا شاب متدين لا احب الفتيات ولا شرب الخمر، بعدها حاولوا اغرائي بتناول قرص دوار، ادّعوا انه عند تناوله ساقول الحقيقة، واذا ثبت بعد تناول القرص بانني قلت الحقيقة يطلقوا سراحي، ورفضت تناوله، عندها تركوني في الصالون لوحدي مقيد في يدي ورجلي من الخلف".

وبعدها بساعات وعند حلول الليل، اضاف الاسير للمحامي، انطفأت الانوار فجأة ودخلوا ستة رجال مخابرات الى مكان تواجدي، وبدؤوا بضربي بشدة باعقاب المسدسات على رأسي وبارجلهم في كافة اماكن جسمي، وبدأت الدماء تنزف من رأسي ومن جسمي، احسست انني اوشكت على الموت، ويكمل الاسير: انهرت ووقعت على الارض، اغمي علي ولم اعلم ما يجري حولي، استيقضت وانا في سيارة الاسعاف، عند استيقاضي عصبوا اعيني من جديد، وبعد ساعات من العلاج ووضع عشرات الغرز في رأسي، سمعت الطبيب الذي عالجني يقول انه ملزم ان ابقى في المستشفى، الا ان رجال المخابرات رفضت ذلك واعادوني الى معتقل الجلمة، وادخلوني مباشرة الى العيادة في المعتقل، وبعدها وضعوني في زنزانة انفرادية مقيد من الارجل واليدين ومقيد في ماسورة، لا استطيع الحراك في الزنزانة، حتى الى المرحاض لا استطيع الذهاب.

وقد اخبر الاسير المحامي انه عند حضوره للزيارة اجبروه على دخول الحمام والاستحمام وازالة الدماء المنتشرة على جسمه، وبدلوا له ملابسه.

وينهي الاسير اقواله للمحامي بـ:"انا خائف جدا منهم، نظراتهم الي غريبة ومرعبة، اخاف ان يغتالوني في الايام المتبقية لاعتقالي، ارجوك اعمل كل ما لديك لانقاذ حياتي".

وناشد نادي الاسير الفلسطيني كافة الاحرار في بلادنا للتحرك العاجل والعمل سريعا لانقاذ حياة المعتقل جهاد، قبل ان يفوت الاوان، والذي لم يقترف اي ذنب سوى صموده في وجه جلاديه.