مدّ العرب اعناقهم لكنهم لم يستحقوا ايا من ميداليات الذهب بقلم : رئيس التحرير ، ناصر اللحام
نشر بتاريخ: 15/08/2008 ( آخر تحديث: 15/08/2008 الساعة: 15:33 )
بيت لحم - معا - كتب رئيس التحرير - في مسلسل طريف بثه التلفزيون الاردني للمخرج فيصل الزعبي يحمل اسم "كولاج " يقف حارس على بوابة القرن الحادي والعشرين ويدقق في هويات الراغبين في دخول العصر الحديث .
الحارس " خفيف الدم " يسأل الياباني ماذا فعلت في القرن العشرين لتستحق دخول القرن الحادي والعشرين ؟ فيجيب انه اخترع الكثير من الادوات التكنولوجية وخاض حروبا انتصر في بعضها وخسر بعضها ومع ذلك تعافى وانجز وقدم مساهمات هامة في التاريخ البشري .
ومثله الروسي والصيني والامريكي والكندي والاوروبي والاسترالي والافريقي أفادوا بما فعلوا في القرن العشرين وماذا قدموا من اسهامات للتاريخ البشري ليستحقوا دخول القرن الجديد وهكذا ..... حتى ياتي دور العربي فيدخل بكل ثقة بالنفس ولكن الحارس يسأله نفس السؤال : ماذا قدم العرب للتاريخ البشري في مئة عام مضت ؟ وما هي اسهاماتهم في التاريخ ؟ ماذا اخترعوا وماذا أبدعوا في العلوم الطبيعية والعلوم المجتمعية ؟
ويرد العربي بعد تفكير عميق : لا شئ . فيرفض الحارس ادخاله ويطرده من أمام البوابة ويبلغه ان لا مكان له في العصر الحديث فهو مجرد كائن خلافي استهلاكي كثير النوح والبكاء وعديم الفائدة للبشرية .
وحقيقة الامر ، نشعر بالخجل والعار ان الامة العربية ، لم تحصل على اية ميدالية ذهبية في الاولمبيات باستثناء ميداليتن برونزي لشمال افريقيا .
وحتى في رياضة القنص لم نشارك ولم نحصل على ميدالية خشبية رغم ان جميع تلفزيونات العالم لا تبث صور العرب الا وهم يحملون البنادق ويطلقون النار ، وقد اخذت فتاة بلغارية صغيرة الميدالية الذهبية في القنص ولم ياخذها العرب ، كما لم ياخذوا ميدالية السيف ولا الفروسية ولا حتى الجمباز - مع ان جميع العرب يمارسون الجمباز بين اجهزة المخابرات العربية بكل نجاح .
مبروك للقادة العرب فشلهم ، ومبروك للشعوب العربية هوانها ، وسنظل نمدّ رقابنا بانتظار ميدالية ذهبية على أمل الفوز ، فيما لا تزال اذاعات العرب وفضائياتهم تتغنى بالفروسية والسيف وبطولات الزعماء وتزعم الانتصار على العدو وقطع شارب من يتحدانا وان جيوشهم عظيمة تذود عن الحدود ، ونحن سنقول لهم : عيب . والله عيب وبيكفي دجل وجنون العظمة الفارغة .