الإثنين: 06/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

مليون ونصف روسي في اسرائيل- روسيا سترد على التدخل الاسرائيلي في جورجيا بمفاجأة قاسية في الانتخابات الاسرائيلية القادمة

نشر بتاريخ: 21/08/2008 ( آخر تحديث: 21/08/2008 الساعة: 13:10 )
بيت لحم- معا- كتب رئيس التحرير ناصر اللحام- لا يدرك الكثير من العرب حتى الان، أبعاد التدخل الاسرائيلي في حرب روسيا على جورجيا وتأثر ذلك على معادلة الشرق الاوسط، ولكن وفي دلالة سريعة ان ما ذكره المحللون في التلفزيون الاسرائيلي عن عودة الاسطول الروسي الى مياه اللاذقية في سوريا قد يفي بالاشارة.

وبالفعل فقد دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ، الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الى الامتناع عن بيع الصواريخ لسوريا. واكد اولمرت ان امداد سوريا باسلحة روسية الصنع سيخل بالتوزان الاستراتيجي في الشرق الاوسط.

جاءت دعوة رئيس الوزراء خلال اتصال جرى ليللة الخميس الموافق 20 اب 2008 بينه وبين الرئيس الروسي ميدفيديف. وذكر ان الحديث تناول ايضا الاوضاع في القوقاز, وموضوع عقد مؤتمر سلام حول الشرق الاوسط. وتتزامن المكالمة الهاتفية بين الاثنين وزيارة الرئيس السوري بشار الاسد لموسكو والتي كان قد بدأها امس.

وافادت اليوم صحيفة معاريف, ان ثمة احتمالا بان تزود روسيا سوريا بصواريخ ارض جو متقدمة من طراز اس 300, وصواريخ باليستية من طراز اسكاندير, يبلغ مرماها 280 كيلومترا وبوسعها حمل رؤوس حربية وزنها 480 كيلوغراما قد تكون غير تقليدية .

ومن الواضح ان روسيا غاضبة جدا على اسرائيل بسبب عبثها في الملف الجورجي ولعبها " الاستفزازي " في باحة روسيا الخلفية ، وهو غضب يمكن ان يلمسه المشاهد العربي الذي يتابع محطة روسيا اليوم الناطقة باللغة العربية .

ولغاية الان لم ترد روسيا الكبيرة على حكومة اسرائيل الصغيرة سوى ببعض الصفعات الخفيفة مثل زيارة الرئيس السوري الى موسكو وصفقة الصواريخ المذكورة ، وقد يبدو الامر أكثر وضوحا اذا ما قامت موسكو بدعوة الرئيس الفلسطيني الى هناك كما دعوة خالد مشعل الذي زارها من قبل .

اسرائيل منشغلة جدا بوقف غضب " الدب الروسي " وتحاول كل جهدها اللعب على حبل امريكا وحبل روسيا في نفس الوقت وهو الامر الذي نجح به رئيس وزراء اسرائيل اسحق شامير في بداية التسعينيات ، لكن هذه المهمة عسيرة الان على اولمرت كما ستكون عسيرة على من يخلفه في الحكم ، فاسرائيل مضطرة للاختيار بين امريكا وبين روسيا بشكل واضح .

وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيفي ليفني المرشحة المفضلة لخلافة ايهود اولمرت في زعامة حزب كديما ستحصل على تأييد متساو مع زعيم حزب ليكود اليميني بنيامين نتنياهو اذا جرت انتخابات مبكرة. ما يعني ان الحزبين الكبيرين في اسرائيل متعادلين في الفرص .

وحسب الاستطلاع الذي نشرت نتائجه صحيفة هارتس انه مع وجود ليفني في زعامة حزب كديما ونتنياهو في زعامة ليكود فان كلا منهما سيحصل على 28 مقعدا في برلمان اسرائيل المؤلف من 120 مقعدا بينما سيحصل حزب العمل الذي يتزعمه وزير الدفاع ايهود باراك على 12 مقعدا.

وحزب الليكود سيهزم حزب كديما ويحصل على 30 مقعدا مقابل 22 بينما سيحصل حزب العمل على 13 مقعدا . ما يعني ان الاحزاب الثلاثة ستحصل على 65 مقعدا فقط من أصل 120 مقعدا .

وبحسب تقديرنا فان المفاجأة القادمة ستكون في حزب اسرائيل بيتنا والذي يتزعمه اليهودي المستوطن من أصل روسي " افيغدور ليبرمان " والذي يعتبر في العقد الاخير " ساحر " الناخبين الروس ( اكثر من مليون ونصف روسي في اسرائيل ) وهو الذي سيقلب الطاولة على رأس الاحزاب الصهيونية الكلاسيكية في اسرائيل ويحصد ما سيحصد من مقاعد في الكنيست ليصبح هو صاحب القرار الاول والاخير في تشكيل او عدم تشكيل اية حكومة اسرائيلية قادمة خصوصا وان حزب المتقاعدين سيتحطم وتضيع مقاعده في البرلمان لصاحب الصولجان الجديد . دون ان نغفل ان الملياردير الروسي جايداميك يطرح نفسه أيضا كمرشح في الانتخابات الاسرائيلية .

تفاصيل هامة حول اسرار التورط الاسرائيلي في جورجيا سيجري عرضها في البرنامج التلفزيوني الاسبوعي (جولة في الصحافة العبرية ) الساعة السابعة والنصف يوم السبت على شاشات شبكة معا وتلفزيون فضائية فلسطين .