الإثنين: 20/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

موشيه آرنس يدعو للقيام بعملية واسعة لحماية الاسرائيليين من خطر الصواريخ القادمة من لبنان وغزة

نشر بتاريخ: 27/08/2008 ( آخر تحديث: 27/08/2008 الساعة: 19:40 )
بيت لحم- معا- دعا وزير الجيش الاسرائيلي الاسبق موشيه آرنس ضمناً في مقالة نشرتها الاربعاء صحيفة "هأرتس" الى تنفيذ عملية برية واسعة لابعاد خطر الصواريخ القادم من لبنان عن سكان المدن الاسرائيلية الكبرى.

وقال آرنس في مطلع مقالته "قد يكون رئيس الوزراء في نهاية طريقه السياسية ولكنه لا يفوت فرصة للادلاء بتصريحات لا داعي لها مثل تلك التي ادلى بها الاسبوع الماضي خلال زيارته لقيادة المنطقة الشمالية وبشر فيها المواطنين الاسرائيليين في المدن الكبرى بانهم سيكونون هدفا للصواريخ خلال الحرب القادمة".

واضاف ارنس بان هذا الخطر ليس بالامر المحسوم او القدر المحتوم ولكن ان لم تفعل الحكومة شيئا لمنعه سيتحول الى مصير محتوم وستصدق نبوءة اولمرت متسائلا بشكل استنكاري لكن ماذا فعلت الحكومة لدرء هذا الخطر ؟.

وحاول ارنس الاجابة على هذا السؤال من خلال العودة الى التاريخ القريب والبعيد نسبيا مستذكرا العمليات الاستبقاية التي نفذها الجيش الاسرائيلي لحماية السكان من الخطر وجعل الجنود يصدون الاعداء وهم مطمئنون على عائلاتهم داخل حدود اسرائيل وقال " قبل ستين عاماً في حرب التحرير لم تكن لسلاح الجو الاسرائيلي الفتي سيطرة على اجواء البلاد، سكانها المدنيين تلقوا ضربات جوية عديدة دافيد بن غوريون ادرك ان ذلك يعتبر تهديداً وجودياً لاسرائيل لو في عام 1956 لم يكن مستعداً للبدء في حرب سيناء قبل ان يضمن قيام سلاح الجو الفرنسي بحماية اجواء الدولة والدفاع عن سكانها المدنيين في الوقت الذي يخوض فيها جنودها القتال على الجبهة، سلاح الجو الاسرائيلي وفر الحماية لمواطني الدولة خلال الخمسة وعشرين عاما التي تلت ذلك والجنود الاسرائيليون استطاعوا صد هجمات العدو وهم يدركون ان عائلاتهم في المؤخرة في امان".

واضاف"كل هذا تغير عندما شرع " الارهابيون " الفلسطينيون باطلاق الصواريخ على شمالي الدولة من جنوب لبنان، مناحيم بيغن ادرك انه ليس من الممكن القبول بمثل هذا الوضع وبادر الى عملية " سلامة الجليل " في عام 1982، التي ابعدت مدى الصواريخ عن حدود اسرائيل".

واعتبر ارنس ان الانسحاب الجزئي من الشريط الحدودي في لبنان الذي قررته حكومة الوحدة برئاسة شمعون بيرس بعد عدة سنوات اعاد شمالي اسرائيل الى مدى الصواريخ التي تطلق من جنوب لبنان والتي يطلقها اليوم تنظيم حزب الله، الانسحاب احادي الجانب الذي حدث بعد ذلك بمبادرة ايهود باراك كشف شمالي اسرائيل امام الضربات الصاروخية بصورة تامة في الوقت الذي بدأ فيه حزب الله بتخزين كميات كبيرة من السلاح بما في ذلك الصواريخ الاطول مدى التي اطلقت على اسرائيل في حرب لبنان الثانية.

واضاف قائلا" ان غياب عملية برية هادفة الى وضع حد للهجمات على السكان المدنيين في هذه الحرب فسر بذريعة وجود رؤية جديدة بدأت تتجذر في اسرائيل وتجسدت من خلال كلمات اولمرت ومفادها ان امكانية سقوط ضحايا من السكان المدنيين هي جزء لا يتجزأ من الحياة في اسرائيل".

واضاف" يبررون هذه الفلسفة الغريبة والخطيرة بقولهم ان وضعا جيدا قد نشأ في عهد الصواريخ البالستية جعل وقوع اصابات في الجبهة المدنية مسألة لا يمكن منعها ان عدم قدرة الحكومة على ايقاف اطلاق الصواريخ على سديروت وعسقلان يسهم فقط في تجذر هذه النظرة الخطيرة في عقول الكثيرين".

وقال ان الصواريخ البالستية ليست امراً جديداً في اواخر الحرب العالمية الثانية اطلقت على لندن صواريخ المانية من طراز V-2 ، الصواريخ البالستية هي الارخص والاكثر نجاعة لاطلاق المواد الناسفة عن بعد وهي اختيار بديهي بالنسبة لاعداء اسرائيل ولكن هذا ليس خطراً لا يمكن منعه وان تطوير ونشر المنظومات المضادة لهذه الصواريخ وهي في الجو ليس الرد الاكثر نجاعة على هذا التهديد بل يجب منع العدو من التزود بمثل هذا السلاح وان فشلت هذه الخطوة يتوجب ابعاد الصواريخ قصيرة المدى مثل القسام من خلال عمليات برية وكذلك في غياب هذه الخطوات يتوجب ردع العدو من استخدام هذا السلاح ضد السكان المدنيين.

واضاف" عندما واجهت اسرائيل خطراً مشابهاً على سكانها المدنيين من قبل " الانتحاريين " كما حدث في الانتفاضة الثانية، بادر الجيش الاسرائيلي لعملية حازمة حاسمة لازالة التهديد و يواصل ابعاد هذا التهديد من خلال التواجد في اراضي "يهودا والسامرة" و لو تواصلت العمليات الانتحارية في مدن اسرائيل حتى اليوم لبقيت الدولة حتى الان في وضع استراتيجي مغاير للوضع الحالي جوهريا.

واتهم ارنس حكومات اسرائيل بانها لم تفعل شيئا بصدد ازالة تهديد الصواريخ على السكان المدنيين وتتصرف وكأن هذه الهجمات قد تحولت الى نهج عادي روتيني.

واضاف"اولمرت طالب سكان عسقلان بالاعتياد على ذلك من دون الادراك ان هذا الخطر الدائم يحدث تغيراً ملموسا في توازن القوى ويشكل خطراً وجوديا على اسرائيل".

وتابع يقول" قيادة الدولة تدرك تماما التغير الذي سيحصل في التوازن الاستراتيجي في المنطقة ان حصلت ايران على السلاح النووي.

واشار ارنس الى ان احتمالية استخدام ايران للسلاح النووي ضد اسرائيل منخفضة جداً ولكن الاثار المترتبة على ذلك قد تكون كارثية، احتمالية توجيه صواريخ بالستية ذات رؤوس حربية تقليدية على السكان في اسرائيل هي مسألة شبه مؤكدة في هذه المرحلة والاثار المترتبة على هذه الخطوة ستكون صعبة جداً، يجب تغيير هذا الوضع طالما كان ذلك ممكنا ،" اختتم ارنس مقالته.