الأربعاء: 08/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

قاضي قضاة فلسطين: الإتجار بالأغذية الفاسدة محرم شرعا وموجب للعقوبة

نشر بتاريخ: 01/09/2008 ( آخر تحديث: 01/09/2008 الساعة: 13:54 )
القدس - معا - اصدر سماحة الدكتور الشيخ تيسير رجب التميمي قاضي قضاة فلسطبن رئيس المجلس الاعلى للقضاء الشرعي البيان التالي بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك :

من رحاب المسجد الاقصى المبارك، مسرى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، نبعث الى ابناء أمتنا العربية والاسلامية في مشارق الأرض ومغاربها أعطر التهاني والتبريكلات وأجمل الأماني بحلول شهر رمضان المعظم، ونهنىء أبناء شعبنا الصابر والمرابط بشهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وندعو المولى عز وجل أن يتقبل منهم ومنا صيامه وقيامه.

وندعوهم في هذه الأيام المباركة إلى ما يلي:-

1- الحرص على التماسك ووحدة الصف والكلمة ونبذ جميع مظاهر الخلاف والعنف والتنازع وتغليب مصلحة وطننا وشعبنا على أية مصلحة.

2- شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك لقيام رمضان فيه وإحياء لياليه بالتراويح؛ فالصلاة فيه أعظم منها في أي مسجد آخر غير المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، كما ان مواظبتنا على الصلاة والحضور فيه وتحدي اجراءات الاحتلال القمعية هي حماية له من مخططات التهويد.

3- التقرب الى الله تعالى بالصيام والقيام وتلاوة القرآن والذكر والدعاء والتسبيح والاستغفار وسؤال الجنة والتعوذ من النار، ونهيب بالمقتدرين والأغنياء الى الإحسان والتطوع بالصدقات ودفع الزكاة الى مستحقيها في هذا الشهر الكريم تطبيقا للحكم الشرعي بجواز تعجيل دفعها، فالفريضة في رمضان بسبعين.

4- التعاون والتكافل والتراحم وصلة الأرحام والتزاور فيما بيننا، وبالأخص أسر الشهداء والجرحى والأسرى، وتجنب القطيعة والهجران، وتجنب الإسراف والتبذير والمباهاة في الولائم لمنافاته الحكمة الرئيسة من الصوم، فالهدف من تفطير الصائمين هو تحصيل الأجر والثواب من الله عز وجل.

5- تعظيم حرمة هذا الشهر المبارك بترك المعاصي والآثام، وتجنب ما يغضب الله تعالى من الأقوال والأفعال والأخلاق، فهذا شهر تفتح فيه أبواب الجنان فلا يغلق منها باب، وتغلق أبواب النار فلا يفتح منها باب، وتقيد الشياطين ومردتها، وينادي فيه مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر.

6- الرفق بالناس ومراعاة ظروفهم والتخفيف من معاناتهم بعدم استغلال التجار لحاجتهم ومضاعفة الأسعار؛ وبالأخص في ظل هذا الحصار الظالم المفروض على شعبنا بغير وجه حق، وفي ظل الحرب الاقتصادية التي يشنها الاحتلال الاسرائيلي ضد شعبنا في رزقه ولقمة عيشه، وبعدم الإتجار بالأغذية الفاسدة والأطعمة منتهية الصلاحية، فهذا فعل محرم شرعا ويقتضي العقوبة لمنافاته احكام الشريعة الاسلامية، ولان فيه إعتداء على النفس الإنسانية وإيقاعا للضرر والأذى بالناس، وقد قضى صلى الله عليه وسلم أن لا ضرر ولا ضرار.

قال تعالى: "يا أُيُّهَا الَّذينَ أَمنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعلَّكُمْ تَتَّقُونَ، أَيَّاماً مَّعدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعْدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخرَ وَعَلَى الَّذينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَّوعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنُتمْ تَعْلَمُونَ، شُهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدىً لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالفُرقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَو عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُريدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلا َيُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُم وَلَعلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (سورة البقرة: 183ـ185).