الأحد: 28/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

البرايمرز يطرق الابواب .. بقلم :عبد الستار الشريدة

نشر بتاريخ: 24/11/2005 ( آخر تحديث: 24/11/2005 الساعة: 18:18 )

من المقرر ان تنطلق غدا في كافة الاقاليم الانتخابات التمهيدية "البرايمرز " لحركة فتح لاختيار مرشحي الحركة لخوض انتخابات المجلس التشريعي في الخامس والعشرين من كانون ثاني القادم .

الآلاف من عناصر ومؤيدي الحركة في محافظة طوباس، استعدوا لهذه المناسبة، وبدأوا عملية التعبئة لمرشيحهم حسب قناعات محددة سلفاً لكل منهم.

اعتبارات القاعدة الفتحاوية في المحافظة لانتخاب مرشحي الحركة تراوحت بين عائلية وتنظيمية وخدماتية ،استناداً الى تقييم ذاتي للمرشح وقدرته على تحقيق طموحات القاعدة ،وهذه الاعتبارات كما يقول أحد المرشحين، تضيق أو تتسع وفقاً لعناصر تحددها معايير مرتبطة بحجم عائلة المرشح ومكان سكنها ،إذ كلما كبرت عائلة مرشح المدينة علت في المقابل نبرته العائلية الى جانب علو النبرة التنظيمية والخدماتية،وكلما صغرت عائلة مرشح المدينة او المنطقة علت النبرة التنظيمية والخدماتية له وتراجعت نبرته العائلية.
.
وهذه العناصر كما يقول مرشح آخر، لها علاقة بخصوصية المنطقة وتحديداً المدينة ذات التركيبة والطابع العشائري ،بخلاف مناطق أخرى تعلو فيها النبرة العائلية بالريف وتنخفض في المدينة.

ورغم كون هذه الانتخابات تمهيدية لحزب سياسي فلسطيني، إلا أن دور العائلة في التعبئة لصالح مرشح أفرزته أو حملته العائلة بدا واضحاً من خلال التنافس في تعبئة الاستمارات المعتمدة، والبالغة حوالي احد عشر ألف استمارة إضافة الى من سيحق لهم الاقتراع بالاوراق الثبوتية الشخصية وبتزكية من أعضاء اللجنة المشرفة على الانتخابات.

ولعل ارتفاع عدد المرشحين في المنطقة والبالغ حتى تاريخ كتابة التقرير 23 مرشحا على مقعدين اثنين عن الدائر والوطن. يقدم دليلا بأن الانتخابات ستأخذ بعداً عائلياً اكثر منه تنظيمياً خاصة ان ثمانية مرشحين هم من مدينة طوباس والبقية من المناطق التابعة لها، إذ افرزت غالبية عائلات المدينة مرشحيها أو حملت من رشح نفسه من العائلة، ما يفتح الباب أمام مواجهة محتملة تؤثر على عدد مقاعد فتح في التشريعي لاحقاً.
.
الحريصون على مصير الحركة لم -يخفوا خشيتهم من أن تكون " فتح" هي الخاسر الوحيد نتيجة تنامي دور العائلة في انتخابات تنظيمية. خاصة أن الانتخابات التمهيدية تأتي في أعقاب انتخابات المجالس المحلية حيث تراكمت الخلافات العائلية، ما يثير القلق على مصير الحركة .

بعض المقربين من المستوى السياسي أكدوا أن هناك مشروعا قيد البحث يقضي باعداد قائمة طواريء تكون مساندة للحركة من مرشحين مستقلين يكونون أقرب لنهج فتح وبرنامجها الساسي في حال لمست لجنة الإشراف على الانتخابات الداخلية توجها ناقما على الفائزين في الانتخابات التمهيدية من قبل الخاسرين وعائلاتهم.

ولعل المستريح الوحيد في هذه الانتخابات بعد أشهر من الشد والجذب هم مواطنو المنطقة المحسوبون على الحركة بعد أن أرهقهم كثرة المرشحين وما ترتب على ذلك من تحميلهم لما يفوق طاقاتهم، خاصة ان المنطقة الممتدة جغرافياً محدودة السكان، وتحكم غالبية سكان منطقتها روابط اجتماعية واقتصادية وخدماتية تزيد من ارباك المواطنين في اختيار المرشحين لانتخابات الحركة .