الإثنين: 17/06/2024 بتوقيت القدس الشريف

تسونامي سياسي يجتاح المنطقة! :انقلاب شارون ..وانتفاضة فتح ..وفوز الاخوان بمصر ..واعتزال سريد اخر عنقود السلام باسرائيل

نشر بتاريخ: 01/12/2005 ( آخر تحديث: 01/12/2005 الساعة: 17:03 )
رام الله -معا- عاصفة او "تسونامي "فيما يبدو تعبيرا عن حالة احتقان طويلة الامد ، تجتاح احد اكثر بقاع العالم سخونة الا وهي منطقة الشرق الاوسط .

فمن الانتخابات المصرية وما ادت اليه من نتائج اعتبرت انقلابا نوعيا في المشهد السياسي المصري بصعود الاخوان المسلمين كقوة ثانية في الحياة البرلمانية المصرية،
الى الانتفاضة الداخلية التي احدثتها نتائج "البرايمرز" في حركة فتح حزب السلطة، وما ادت اليه من صعود للقيادات الشابة على حساب قدامى الحركة التاريخيين ، الى الازمة التي تشهدها اسرائيل وساحتها السياسية والحزبية والتي دفعت ارئيل شارون" ملك اسرائيل " ابرز مؤسسي حزب الليكود الى الانشقاق عنه وتأسيس حزب جديد ،تبعه احد القادة التاريخيين لحزب العمل شمعون بيرس والذي ترك الحزب ايضا ،واخيرا يوسي سريد السياسي الاسرائيلي التاريخي الذي عرفه الجميع كمعارض دائم للحكومات الاسرائيلية المتعاقبة خاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي انطلاقا من رفضه للاحتلال ، فبعد 32 عاما من العمل السياسي يعلن اعتزاله العمل السياسي .

البعض رأى ان استقالته اولا من حزب ميرتس ياحد ومن ثم اعتزاله العمل السياسي ليتفرغ كما قال من اجل الكتابه ، بانه تعبير عن الازمة الداخلية التي تجتاح إسرائيل .

ولم يعزل مفيد عبدربه عضو المجلس التشريعي الفلسطيني هذه الازمة عن الازمة التي يمر فيها الفلسطينيون كوننا " على ما يبدو أصبحنا مجتمعين متداخلين ، والاستقالات تعبير عن ازمة حزبية داخلية تاريخية يتناقض فيها ما كان يطرح في الستينات وما يطرح اليوم من شعارات ومصطلحات وافدة ، كذلك فان المنطقة تشهد حالة من تفكك الاحزاب ونشوء احزاب جديدة هناك عدم انسجام في الرؤيا حتى داخل الحزب الواحد "

ومن هذه النقطة التي اثارها النائب مفيد عبد ربه ، الا وهي الازمة الحزبية والسياسية ، تجلت ايضا لدى اتصالنا بعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه واحد المقربين جدا لما يسمى باليسار في اسرائيل ، والذي قال بانه لا علم له باعتزال يوسي سريد وان هذه القضية لا تعني شيئا لان سريد يمثل حزبا صغيرا " وانا شو بعرفني " ، وتعميقا للازمة قال عبد ربه مكررا " وانا شو بعرفني بالموقف الفلسطيني من اعتزال سريد " ردا على سؤال حول الموقف الفلسطيني مما يحصل في اسرائيل ، واغلق الخط ! فالازمة تعصف ايضا بالذات الشخصية للقادة التاريخيين .

اما الدكتور عبدالله عبد الله وكيل وزارة الشؤن الخارجية الفلسطينية فقد اعتبر اعتزال يوسي سريد " تعبيرا عن القرف من النظام السياسي في اسرائيل واهتراء هذا النظام وشيخوخته ، يوسي سريد سياسي مخضرم وبالتالي فان اعتزاله يأتي في هذا الاطار ، ونحن كفلسطينيين وعلى الرغم من تحفظاتنا على مواقف سريد من الهجمة الشارونية الا انه يبقى يكتب بمنطقية تجاه المسألة الفلسطينية " .

وحول هذه القضية وتفاصيل الواقع السياسي الاسرائيلي ذات الصلة قال محمد السيد المختص بالشؤون الاسرائيلية " يوسي سريد يعتزل الحياة السياسية بعد 32 عاما برز فيها بحدة مواقفه في المعارضة وحتى عندما كان في حكومة رابين . تميز بمواقفه اليسارية والداعمة لايجاد حلول مع الفلسطينيين رغم التطرف الاخذ في الازدياد في الشارع الاسرائيلي ، سريد الان يعتزل الحياة السياسية ليتفرغ للكتابة ، لكنني اعتقد انه في ظل التقلبات التي تشهدها الاحزاب السياسية في اسرائيل والمشكلة التي تواجه سريد في الانتخابات التمهيدية في حزب " ياحد - ميرتس " والتي يتطلب حصول العضو الذي شغل اكثر من دورتي كينيست على 6% من اصوات الحزب حتى يفوز . هذا الامر احدث مشكلة لسريد ولاعضاء آخرين من الجيل القديم مثل ران كوهن وحايم ارون اللذين فضلا الاستمرار في المنافسة على عكس يوسي سريد الذي آثر الاعتزال حفاظا على كرامته وان لا يظهر كمن طرد من الحزب . بالاضافة الى ذلك فان الرجل يقرأ جيد استطلاعات الرأي التي اظهرت تراجعا خطيرا لحزب " ياحد - ميرتس " امام المد الجارف باتجاه ( التجديد في اسرائيل ) والمتمثل بقيادة عمير بيرتس لحزب العمل تشكيل شارون لحزب " كديما " .

في اعتقادي ، وبعيدا عن اعتزال يوسي سريد للحياة السياسية ، هناك زوال لما يسمى الإيديولوجية في اسرائيل ونحن نرى الذبذبة والتقلبات في اليمين واليسار والوسط بحثا على ما يبدو وراء المصالح الشخصية واكبر دليل على ذلك انسحاب شمعون بيرس من حزب العمل وتأييده لشارون .

ان ما يسمى معسكر السلام في اسرائيل يريد وجوها جديدة شابة عملت كثيرا في المجال الميداني خاصة اؤلئك العاملون في مجال حقوق الانسان و"كفى للاحتلال " والسلام الان اضافة للرافضين للخدمة العسكرية .