الأربعاء: 15/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرئيس عباس يعاهد الشعب بمواصلة العمل لتجسيد قيام دولة فلسطين حقيقة راسخة

نشر بتاريخ: 24/11/2008 ( آخر تحديث: 24/11/2008 الساعة: 17:04 )
رام الله - معا - القى الرئيس محمود عباس خطابا بمناسبة انتخابه رئيسا لدولة فلسطين من قبل المجلس المركزي ،عاهد فيه الشعب الفلسطيني،مواصلة العمل مع جميع قوى ومؤسسات وفعاليات الشعب الفلسطيني من أجل تجسيد قيام دولة فلسطين كحقيقة راسخة فوق أرضنا الحبيبة، حرة مستقلة، وفق القرارات الشرعية والدولية وعاصمتها القدس الشريف.

وفيما يلي النص الكامل لخطاب السيد الرئيس:

يا أبناء وبنات شعبنا العظيم في داخل الوطن وفي مخيمات اللجوء.. وفي المهاجر والمنافي..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

يوم أمس، تشرفتُ بقرار مجلسكم المركزي، أعلى سلطة في منظمة التحرير الفلسطينية في غياب المجلس الوطني، بانتخابي رئيساً لدولة فلسطين. وأنا إذ أقف اليوم أمامكم مُعبراً عن اعتزازي بهذا التكليف، فإني أعاهدكم أن أواصل العمل معكم ومع جميع قوى ومؤسسات وفعاليات شعبنا، من أجل تجسيد قيام دولة فلسطين كحقيقة راسخة فوق أرضنا الوطنية.. فلسطين بدون احتلال أو استيطان أو زنازين أو سجون ومعتقلات، فلسطين الحرة المستقلة، وفق قرارات الشرعية الدولية وعاصمتها القدس الشريف.

إنني إذ أُقدر إجماع مجلسنا المركزي في عملية الانتخاب التي تمت، فإنني أشعر بعظم المسؤولية وضخامتها، لأنها تعني الحفاظ على راية ياسر عرفات، أول رئيس لدولة فلسطين، عالية شامخة، وأن تبقى وصيته في حماية انجازات شعبنا وفي المقدمة وحدته الوطنية، ووحدة شرعيته، من خلال منظمة التحرير الفلسطينية مُصانة، نحميها بالمُهج والأرواح، ونُدافع عنها صفاً واحداً لأنها صمام الأمن للوصول إلى إحقاق حقوقنا الوطنية الثابتة وفي مقدمتها العودة وتقرير المصير وانجاز الاستقلال الوطني على أرضنا المحتلة مُنذ عام 1967.

فإلى روح ياسر عرفات وأرواح كل الشهداء والى آلاف الأسرى الصامدين في السجون، والى كل فلسطيني وفلسطينية في جميع أرجاء الوطن وفي كل مخيمات اللجوء خارج الوطن، هذا عهد منا أن نسير معاً متكاتفين متضامنين حتى تَرفع دولة فلسطين علمها على أسوار القدس ومآذن القدس وكنائسها، إعلاناً منها عن طي صفحةِ الحروب والآلام وعذاب عشرات السنين لملايين الفلسطينيين، وعن فتح صفحة السلام والنمو والتقدم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لفلسطين وشعبها، فلسطين التي يعيش فيها نساؤُها ورجالها متساويين أحراراً، وتنعم فيه الأجيال الجديدة، بحقها في حياة آمنة مشرقة ومزدهرة.

إن المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية وهو يواصل قيامه بدوره هذا اليوم، فانه بذلك يحمي الشرعية الفلسطينية التي يريد الانقلابيون في غزة شرخها وتمزيقها، سعياً منهم إلى أن لا يبقى لشعب فلسطين عنوانا واحد، يخاطب العالم كله، ويقول للقريب والبعيد، وللصديق والخصم، بأن حقوقنا واحدة وأساسها الشرعية الفلسطينية ممثلةً في وثيقة إعلان الاستقلال، والشرعية العربية التي تُعبر عنها مبادرة السلام العربية، والشرعية الدولية التي أجمعت على أن شعب فلسطين له كل الحق في إقامة دولته المستقلة وأن اللاجئين لهم حقوق يكفلها القرار 194.

وإذا كان الانقلابيون في غزة يعتقدون أن استيلاءهم على مراكزَ ومقراتٍ ومعسكراتٍ سيجعلهم قادرون على الاستيلاء على قرارنا الوطني، فأنا أقول لهم أمام شعبنا إنهم واهمون واهمون وواهمون. إن قرارنا الوطني المستقل ودور منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد لشعبنا بأسره، وشرعية مؤسساتنا الوطنية، تحميها كلها تضحيات مئات الألوف من الشهداء والجرحى والأسرى طوال أكثر من أربعين عاماً، من الذين قاتلوا وصمدوا تحت راية فتح وفصائل منظمة التحرير بأسرها، والذين ظلوا يحمون دور المنظمة ومكانتها كقائد لشعبنا، وكممثل تعترف به دول العالم قاطبة وتعزز مكانتها في الأمم المتحدة والجامعة العربية والبرلمان الدولي وكل المؤسسات العالمية.

لقد مرت علينا محن كثيرة ومحاولات انقسام عديدة، ولكنها ظلت غيمةً عابرةً في سماء شعبنا ونضاله الوطني، وستَلحق المحاولات الحالية التي تهدف إلى المساس بتمثيلنا الواحد وبشرعيةِ هذا التمثيل وبوحدة الوطن والشعب، سوف تلحق بسابقاتها، لأن شعبنا أقوى وخبرتُه أعظم، وصمودُه لن يلين. ولأن موقفنا يفهمه ويدعمه كل أخ عربي وكل صديق مخلص، وخاصة بعد أن قاطع الانقلابيون في حماس الحوار الوطني في القاهرة، وطرحوا ذرائع مزيفة لتعطيل الحوار والتهرب منه.

يا أبناء شعبنا الباسل في قطاع غزة الصامد، هنالك محاولات تستهدف استخدام الانقلاب في غزة كنقطة انطلاق للانقضاض على وحدة التمثيل الشرعي لشعبنا وعلى تلاحم الشعب وجناحي الوطن، ولكنْ من يعتقد أن بمقدوره إقامة نظام انفصالي في قطاعنا الحبيب، لا يعرف تاريخ غزة التي ظلت وحدها بعد النكبة تمثل حاضنةً للهوية الوطنية المستقلة، وكانت مهَد انطلاق فتح وفصائل الثورة، ومهدَ المقاومة ضد الاحتلال بعد عام 1967، ومهَد الانتفاضة الأولى الباسلة. ولذلك نسأل؟ من يستطيع أن ينزع غزة عن تاريخها وأمجادها ودورها في بعث الشخصية الوطنية وحمايتها، وفي صيانة الشرعية الفلسطينية ورفع رايتها؟ من يستطيع ذلك؟ الاحتلال كان عاجزاً عن هذا الدور، ولن يستطيع الانقلاب أن يحقق ما فشل فيه الاحتلال. واليوم نؤكد أننا سنواصل العمل حتى ننهي حصار غزة وتجويع شعبنا الباسل فيها بالرغم من عبث كل العابثين.

لقد قلنا بوضوح يوم أمس من خلال 'وثيقة عهد الوحدة والمشاركة الوطنية ' التي أعلنتُها أمام المجلس المركزي إن يدنا ممدودةٌ لحوار وطني وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية متزامنة، لبناء أجهزة الأمن على أساس غير فصائلي، وفتح أبواب منظمة التحرير أمام مشاركة الجميع فيها، وقلنا ونُعيد التأكيد اليوم إننا سنُعطي مهلة لانطلاق الحوار الوطني حتى نهاية هذا العام، وإذا لم تتم الاستجابة لهذه الدعوة، فإننا سوف ندعو إلى انتخابات جديدة رئاسية وتشريعية وفق قانون الانتخابات وعلى قاعدة التمثيل النسبي الكامل.

يا أبناء وبنات شعبنا العظيم،،

معاً نسير رغم كل الحواجز والصعاب، ومعاً نتجاوز كل المخاطر التي تتهدد مصيرنا ومستقبلنا الوطني، ومعاً سوف نُحقق أملَ شهدائنا وإرادةَ رمز كفاحنا العظيم ياسر عرفات. وأما دولة فلسطين الحرة المستقلة كاملة السيادة فإنها قادمة حتماً بتصميمنا معاً على تحقيق أهدافنا العظيمة.

'فأما الزبد فيذهب جفاءً، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض'

صدق الله العظيم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.