الأحد: 12/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

في الذكرى الـ 21 للإنتفاضة الأولى- فروانة: الانتفاضة الأولى شهدت اعتقالات واسعة والثانية كانت الأكثر ألماً وقسوة

نشر بتاريخ: 06/12/2008 ( آخر تحديث: 07/12/2008 الساعة: 00:28 )
رام الله -معا- أكد الأسير السابق والباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر عوني فروانة، اليوم، على أن انتفاضة الأقصى الحالية شهدت تراجعاً في معدل الإعتقالات مقارنة بالإنتفاضة الأولى، بينما شهدت الإنتفاضة الحالية ارتفاعاً ملحوظاً فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الأسرى والجرائم المرتكبة بحقهم من حيث اتساعها وحجم خطورتها وتأثيراتها .

وبينما تميزت الإنتفاضة الأولى بالوحدة الوطنية والطابع الجماهيري وجلبت الإستقلال، فان الثانية عززت خطة الإنفصال، وجلبت الإنقسام، الذي قسّم الوطن ومزّق الوحدة الوطنية وأحدث شرخاً كبيراً في النسيج الإجتماعي بمجمله .

جاءت تصريحات فروانة هذه في تقرير صحفي وزعه اليوم بمناسبة حلول الذكرى الـ21 لإندلاع الإنتفاضة الأولى والذي يصادف يوم الإثنين الثامن من كانون أول / ديسمبر الجاري .

واشار فروانة في تقريره الى أن سلطات الإحتلال الإسرائيلي اعتقلت خلال سنوات الإنتفاضة الأولى ( 8-12- 1987 - منتصف 1994 ) قرابة ( 200 ألف ) مواطن أي بمعدل ثلاثين ألف حالة اعتقال في العام الواحد ، بينا اعتقلت خلال انتفضة الأقصى الحالية ( 28-9-2000 ولغاية اليوم ) قرابة ( 65 ألف مواطن ) أي بمعدل ( ثمانية آلاف مواطن ) في العام الواحد .

وأضاف فروانة أن السبب في تراجع الاعتقالات مقارنة مع الانتفاضة الأولى يعود إلى تقلص الوجود المباشر والمكثف لقوات الاحتلال في بعض المناطق الفلسطينية وذلك منذ اتفاقية اوسلو، وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية منتصف عام 1994، ومن ثم انهاء الوجود العسكري في قطاع غزة في سبتمبر 2005 ، وهذا الوضع حال دون تمكنها من اجتياح كل المدن والقرى في الضفة الغربية وقطاع غزة بحرية كما كان متاحاً خلال الإنتفاضة الأولى، ما أدى الى تقلص حالات الاعتقالات بشكل عام.

وتابع فروانة: أن ما يدلل على ذلك هو أن المناطق المتواجدة فيها قوات الاحتلال بكثافة أو التي يمكن أن تجتاحها بسهولة ، هي المناطق التي كان لها النصيب الأكبر من الاعتقالات، وبالإجمالي سنجد أن الغالبية العظمى ممن اعتقلوا هم من الضفة الغربية وبتفاوت من مدينة لأخرى وفقاً لما ذكرناه، ومن قطاع غزة اعتقل خلال انتفاضة الأقصى قرابة ( 3500) مواطن فقط .

وأوضح فروانة بأن هذا الحال انعكس على نسب الأسرى القابعين الآن في السجون والمعتقلات الإسرائيلية وأعدادهم، حيث يوجد ما يقارب من ( 10 % ) فقط من سكان قطاع غزة ، وقرابة 6 % من القدس والمناطق التي أحتلت عام 1948، فيما الباقي وهي النسبة الأكبر وتقدر بحوالي ( 84 % ) من الضفة الغربية .

واشار فروانة في تقريره الى أن انخفاض معدل الإعتقالات خلال سنوات انتفاضة الأقصى مقارنة مع الإنتفاضة الأولى، له اسبابه الموضوعية، ولا يعني بالمطلق انخفاضاً في الإنتهاكات بحقهم أو ارتفاعاً في درجة احترام حقوقهم أو تحسناً قد طرأ على أوضاعهم المعيشية أو الصحية، أو يعكس نوايا اسرائيلية جدية في التعاطي مع العملية السلمية، بل على العكس تماماً فلو استطاعت قوات الإحتلال الإسرائيلي اعتقال المزيد من آلاف المواطنيين لما ترددت في ذلك وأن انتهاكاتها الفاضحة لحقوق الأسرى تصاعدت بشكل كبير جداً قياساً بالإنتفاضة الأولى والهجمة عليهم اشتدت وكانت أكثر فظاعة وانحطاطاً لتشمل أوضاعهم وظروف حياتهم ، والمساس بكرامتهم والسجون أصبحت أكثر قسوة ويمارس فيها أبشع عمليات التعذيب الجسدي والنفسي.

وأوضح فروانة انه ونتيجة لتلك الأسباب تفاقمت أوضاع الأسرى سوءاً وارتفعت قائمة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة خلال انتفاضة الأقصى بشكل كبير ، حيث استشهد خلالها ( 72 أسيراً ) نتيجة الإهمال الطبي أو التعذيب أو القتل المتعمد بعد الإعتقال المباشر، فيما كان النصيب الأكبر ( 51 أسيراً ) ضحية لسياسة القتل المتعمد بعد الإعتقال .

وأضاف فروانة الى أن أعداد الأسرى المرضى داخل السجون والمعتقلات ارتفعت أيضاً خلال انتفاضة الأقصى بشكل كبير جداً وتجاوز عددهم الألف، دون أن يتلقوا الرعاية الطبية اللازمة، كما وأن أعداد الأسرى الذين أصيبوا نتيجة استخدام القوة المفرطة بحقهم، ارتفعت أيضاً ووصلت لبضعة مئات ، قياساً بالإنتفاضة الأولى والتي لم تتجاوز العشرات .

وبيّين الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة في تقريره الى أن ( 11 أسيراً ) استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي خلال الإنتفاضة الأولى، فيما ( 17 أسير ) استشهدوا خلال انتفاضة الأقصى الحالية نتيجة السبب ذاته .