الجمعة: 03/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الانتخابات الاسرائيلية على وقع انتهاء التهدئة: باراك يجازف بحملته الانتخابية جراء نظريته الامنية

نشر بتاريخ: 19/12/2008 ( آخر تحديث: 19/12/2008 الساعة: 21:18 )
بيت لحم- معا- كتب الوف بن المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"- الخلافات في اسرائيل حول العملية العسكرية الكبرى في قطاع غزة عكس المواجهة بين نظرية الحرب الوقائية ونظرية منع الحرب".

مؤيدو غزو غزة واجتياحها دعوا طيلة الوقت بانه من الافضل ضرب حماس قبل ان تتعاظم قوتها وتتحصن حتى يكون عدد القتلى اقل في الجانبين فيما عرض وزير الجيش اهود باراك وجهة نظر مغايرة مفادها بانه حتى لو كانت المواجهة مع حماس محتومة فمن الافضل الانتظار لربما تغير امرا ما على الجانب الفلسطيني او في الدول العربية واذا حدث تصعيد حينها سيكون من السهل تجنيد دعم داخلي ودولي للعملية العسكرية.

واقتبس باراك من اقوال بن غريون واسحاق رابين بوصفهم اباء النظرية التي طرحها خاصة وان الحروب العربية الاسرائيلي تخلو من الضربة القاضية " نوك اوت " وتنتهي عادة بفترة راحه استعدادا للجولة القادمة واذا كنا سنجرع لذات التهدئه في نهاية الحرب مع حماس فمن الافضل ان ننتظر ومنح مئات القتلى المفترض سقوطهم في العملية الواسعه وقتا اضافيا ليبقوا بيننا.

ونجح باراك في اقناع الحكومة بقبول وجهة نظره ولكنه يعلم بعدم وجود اصدقاء له بين الوزراء، ليفني ورامون الذان يفضلان تصعيد الردود على اطلاق الصواريخ سيكونون اول من يتهمه بالفشل اذا ما اشتدت هجمات الصواريخ.

ان باراك يجازف بحملته الانتخابية، اذا حدث السيناريو المخيف مثل سقوط صاروخ على روضة اطفال او سقوط مئات الصواريخ على النقب قبل الانتخابات فان كل المسؤولية ستقع على عاتقه وسيتهم بانه لم يخرج للعملية في الوقت المناسب وحقيقة تحفظ رئيس الوزراء ورئيس الاركان من العملية ان تفيده كثيرا خاصة وان غابي اشكنازي واهود اولمرت ليسا طرفا في المعركة الانتخابية كما هو حاله.

مراقب سياسي مخضرم ذكرنا اليوم بان حزب العمل خسر الانتخابات مرتين عام 1988 و 1996 بسبب عمليات تفجيرية وقعت اثناء الحملة الانتخابية واذا حدث هذا الامر مرة اخرى فان حزب العمل يخاطر بهروب ناخبيه ومؤيديه نحو كاديما التي تتبنى موقفا اكثر هجومية.

وحتى اذا استمر الوضع الحالي، اطلاق متقطع للصواريخ، سيجد باراك نفسه في مشكلة بسبب عدم قدرته على تسويق انجازات والتهدئة كانت الاتفاق الوحيد الذي نجحت حكومة اولمرت في عقده مع الفلسطينيين ولكن رئيس الوزراء ووزارء اخرين فضلوا تسجيل الاتفاق على اسم ورسم وزير الجيش وكانهم لا يشكلون جزءا من القضية.

وفشلت التهدئة في تحقيق تعايش متوتر مع حماس بما يشبه وقف اطلاق النار مع حزب الله شمالا كما لم تؤدي لاطلاق سراح شاليط ومنحت سديروت ومحيطها عدة اشهر من الهدوء النسبي حتى انهيارها مجددا في اعقاب عملية الجيش ضد النفق بالقرب من الحدود بداية شهر نوفمبر الماضي التي زودت حماس بالذريعة التي تسمح لها باستئناف اطلاق النار.

اسرائيل ضلت ضرب حماس من خلال الحصار الاقتصادي ولكن يبدو ان حرية العمل التي تمتعت بها ستتقلص مع دخول اوباما للبيت الابيض وجاءت خلال الاسابيع الماضية الاشارات واضحة حول نفاذ صبر المجتمع الدولي من استمرار اغلاق المعابر وبدأت الضغوط تتزايد على اسرائيل لاجبارها على السماح بدخول البضائع الى قطاع غزة وفقط في الاسبوع الماضي دعت الرباعية وبوش احد اعضائها اسرائيل الى فك الحصار عن غزة والسماح بدخول المواد الانسانية " الغذاء، الوقود، الادوية، وقطع غيار لشبكة المياه والمجاري ".

وطوني بلير قال في مقابلة مع هآرتس بان سياسة الحصار تؤذي السكان وليس حماس لذلك يجب ان تتوقف والمح الى موقف مماثل تتبناه وزيرة الخارجية الامريكية الجديدة وكذك مستشار الامن القومي الامريكي في ادارة اوباما اللذان يعتقدان بضرورة تبني استراتيجية جديدة اتجاه غزة واذا ان بوش الذي دعم خطوات اسرائيل يدعو الى فك الحصار فمن المتوقع ان يكون اوباما اكثر شده خاصة امام حكومة يمينية في القدس وسيدعي عدم جواز معاقبة مليون ونصف انسان من خلال تجويعهم بسبب عدد من الصواريخ وهذا الامر من شأنه ان يعزز موقف المؤيدين لتنفيذ عملية عسكرية واسعه داخل اوساط القرار الاسرائيلي.