الثلاثاء: 07/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

تجمعهم جمعية واحدة... الصم في مدينة غزة.. عناوين إبداع.. وامل واعد بالعطاء

نشر بتاريخ: 10/12/2005 ( آخر تحديث: 10/12/2005 الساعة: 18:25 )
غزة- معا- كخلايا النحل يتهامسون بالحركات، وينتقلون بصمت من مكان لآخر، تألفهم العين بسرعة، وتبدع أصابعهم التي لم تصل إليها الإعاقة بمبتكرات تفوق بدقتها الخيال.. وهم كما هم، يحبون أن تراقبهم ويرغبون بأن يضعوك على قائمة اهتمامهم.

أطفال صغار ورجال كبار وسيدات وخلايا ذاهبة وأخرى تؤوب بما صنعوا، قطع مطرزة بدقة وألوانها تحمل معاني الأمل والحلم..فهم مجموعة من الصم تجمعوا في مكان واحد يحمل أحلامهم ويتنقل بها على بساط الريح ويحلم بغد يجمع منسوجاتهم وأدواتهم وتحف صنعتها أيديهم.

وفور أن تطأ قدماك" جمعية اطفالنا للصم" في مدينة غزة والتي أسست منذ العام 1992 لتكون منارة لصم المحافظات المحيطة بغزة وبصم غزة الذين لم يجدوا مكاناً يجمعهم سوى ذلك المكان، ولكن ما أن تطأ المكان حتى تلحظ بالعين المجردة مكاناً يراودك بالخيال، تجمعه ألوان وتفرقه التخصصات.

فقسم للتطريز وآخر للرسم على الزجاج، وثالث للرسم ورابع للمصنوعات اليدوية وآخر للأثاث المنزلي في مضاهاة لتلك التي يجيدها أمهر الصناع.

وكفتاة نشطة تحادثنا معها عبر الحركات مع ترجمة مصاحبة، ما اسمك" سمية الرنتيسي".

كم تبلغين من العمر؟ " 22 عاماً".

كم مضى على تواجدك بالمكان؟ " 7 سنوات" .

هل أنت سعيدة هنا؟ " جدا".

هل تعرفين القراءة؟ " نعم أعرف كيف أقرأ وأعرف الكتابة".

ماذا تحبين في هذا المكان؟ " الخياطة أحبها جداً وبدأت في إجادتها عندما بلغت 17 عاماً".

ماذا تتمنين؟ " كنت أتمنى أن ادرس بالجامعة ولكن لا يوجد مكان للصم مثلي".

وأين أنت الآن؟ " أحاول ان أثبت نفسي في نادي الصم".

هل أنت الوحيدة التي لا تستطيعين السمع بالمنزل؟ " لا لدينا بالعائلة إخوة صم ونتحادث مع بعضنا عن طريق الإشارات".

إذن أين تعلمت لغة الإشارة؟ " تعلمها جميع من في المنزل بدورات تأهيلية".

أما الفتاة رندة راضي "19" عاماً والتي تمكث في المكان منذ سبع سنوات أيضاً فتقول بلغة الإشارة انها تعيش حياة طبيعية مثل غيرها فتستطيع أن تتسوق مثل صاحباتها وأن تساعد والدتها في تنظيم المنزل وتحلم بان تستطيع السفر لتكمل تعليمها كما تحلم بان تكون زوجة مثالية.

يقول مدير البرامج التعليمية بالجمعية أنها أسست في العام 1992 بطاقم مكون من سبع موظفين فقط، و32 طالبا وطالبة، واعتمد على 700 ساعة تدريبية، أما الآن فتشتمل الجمعية على مدرسة وروضة و262 طالبا وطالبة و142 موظفا، ويقدم خدمات تعليمية للصم وخدمات اجتماعية ونفسية ومادية ودعماً مادياً ومعنوياً للأسر الفقيرة التي يعيل أصماً أو صماء، بالإضافة إلى تدريب الأسر على التعامل مع الصم وخاصة الأب والأم حتى يكون الطفل مستقراً أسرياً.

واشار مدير البرامج التعليمية إلى ان الجمعية أعدت برنامج الإنتاج الحرفي والتأهيل المهني وتقوم بتدريب 70 شابا يعرضون منتجاتهم من خلال معارض وزبائن يقدمون إلى الجمعية ويعجبون بمنتجات الشباب، في حين تعمل 100 سيدة صماء في قسم التطريز، وهناك فكرة للبدء في تمويل مشاريع صغيرة لأسر الصم، عدا عن القسم الثالث وهو قسم السمعيات الذي يوفر خدمة فحص السمع لكل مواطني قطاع غزة ويمكنهم من إجراء فحص أولي للأجزاء الهامة في الأذن من خلال خبراء في الأذن والسماعات وتركيبها، وقسم رابع لعلاج النطق وهو قسم مفتوح لكافةابناء المجتمع.

أما القسم الخامس فهو عبارة عن وحدة الإرشاد والمعالجة للمشاكل النفسية والاجتماعية، ويقدم خدمة الدعم والإرشاد النفسي للصم وعائلاتهم.

وتعقد الجمعية دورات في لغة الإشارة لكافة فئات المجتمع لنشر مفاهيم لغة الإشارة بين أفراد المجتمع الفلسطيني، عدا عن دورات في الطفولة المبكرة لتوعية الامهات بمشاكل أبنائهن، وعقد جلسات للإرشاد للأمهات بوجود الطفل وكيفية تدريبهن على دمج أطفالهم الصم في المجتمع وتقبلهم، عدا عن عقد زيارات منزلية لضمان اللقاء بعدد أكبر من أفراد الأسرة.