الجمعة: 01/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مصدر مطلع: الرئيس ابدى لميتشل يأسه من استمرار المفاوضات مع اسرائيل

نشر بتاريخ: 01/02/2009 ( آخر تحديث: 01/02/2009 الساعة: 23:31 )
بيت لحم- معا- نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية الصادرة في لندن عن مصدر فلسطيني قوله ان الرئيس محمود عباس، أبدى أمام جورج ميتشل، مبعوث الرئيس الأميركي، باراك أوباما إلى الشرق الأوسط، غضبا شديدا على حكومة إسرائيل وعبر عن شبه يأس من المفاوضات معها.

وقال له إن «هذه الحرب، التي استهدفت الشعب الفلسطيني برمته، أثبتت بشكل قاطع أن وجهة إسرائيل هي للحرب وليس للسلام».

وأضاف هذا المصدر أن الرئيس عباس قدم لميتشل، خلال لقائهما في رام الله يوم الخميس الماضي، صورة قاتمة حول الوضع في المنطقة كانت مفاجئة للمسؤول الأميركي.

فقد أخبره أن إسرائيل تراجعت عن اتفاقيات أوسلو الموقعة في واشنطن، منذ أن اغتيل رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق، إسحق رابين. وكل الحكومات التي تلت رابين كانت تفتش عن وسيلة للتهرب من برنامج أوسلو والابتعاد ليس عن هدفه النهائي المقرر، أي إقامة الدولة الفلسطينية، بل التراجع إلى الوراء عما كان قد جرى الاتفاق عليه في أوسلو عما تم تطبيقه منها.

وتابع وفقا لهذا المصدر وقال: إسرائيل نفذت أضخم عملياتها الاستيطانية في هذه الفترة، وكلما تعمقت المفاوضات كانت تعمق الاستيطان.

فبعد أنابوليس زادت وتيرة البناء الاستيطاني. وكان الهدف من ذلك تقويض أركان العملية السلمية وإضعاف القوى الفلسطينية التي تؤيدها. ونفذت عمليات قمع وحشية ضد الفلسطينيين. وحاولت التشكيك في نوايا الرئيس الراحل ياسر عرفات بالادعاء انه لا يوجد شريك في عملية السلام، وشنت حربا ضروسا باسم «السور الواقي» تحمل هدف تغيير القيادة الفلسطينية الوطنية ممثلة في الرئيس عرفات. وعندما توفي عرفات، اخترعت حجة أخرى تتذرع بها للتهرب من دفع استحقاقات عملية السلام، بالادعاء أن الرئيس الفلسطيني الجديد (أي عباس نفسه) ضعيف. وهناك بدأ مشروع غزة، لتقسيم فلسطين جغرافيا وسياسيا.

وقال إن «حرب غزة الأخيرة، بدأت عمليا في زمن آرييل شارون، الذي انسحب منها وأزال المستوطنات بقرار من طرف واحد بلا تنسيق ولا تفاهمات. وفي حينه، كانت إسرائيل تعرف أن السلاح يهرب إلى حماس، ولم تكن تعترض ولا تتفوه بكلمة. ولكن، عندما كنا نحن نطلب السلاح علنا وعلى رؤوس الأشهاد، من أجل تعزيز قواتنا الأمنية وفرض سلطة القانون كان شارون يرفض ذلك بشدة.

ثم رأيناهم كيف يمنعون الأموال عنا، إثر فوز حماس، في الانتخابات الديمقراطية، بينما كانت الأموال تصل إلى، حماس، عبر الأنفاق والشنط. وهكذا بدأت خسارة الأجهزة الأمنية.

وعندما نفذت، حماس، انقلابها، بدأت لعبة الصواريخ التافهة، وبدأ الإعداد لتكريس هذا الانقسام الفلسطيني، على أساس فصل كيان غزة عن كيان الضفة الغربية.

وكانت الحرب الجنونية، التي لم تستهدف أبدا إضعاف حماس، بل تقويتها على حساب جثث الأطفال والنساء وبقية الناس الأبرياء وعلى حساب الدمار، حتى نظل كفلسطينيين مشتتين وممزقين، فيقول الإسرائيليون: «لا يوجد لنا شريك للمفاوضات والشعب الفلسطيني مشغول ببعضه بعضا وليس معنيا بدولة».

وهنا قال الرئيس عباس إن منظمة التحرير ستفشل هذا المشروع – «فنحن نعتبر أبناء حماس أبناءنا. والوطنيون المخلصون منهم كثيرون وسيكتشفون حقيقة المخطط، فإن لم يعاقبوا تلك العناصر في قيادتهم التي تعمل على التفسخ وعلى خدمة أغراض جهات إقليمية ذات حسابات ذاتية بعيدة عن مصالحنا، فإنهم سيديرون ظهورهم لها. ولكنهم لن يسمحوا بتمرير المخطط الرامي إلى ضرب شعبهم».